لا فرق كبيراً بين جمهورية التشيك واليونان ونيوزيلندا، وبين الولايات المتحدة الأميركية، عند مقارنة أعلى عدد ساعات يؤدّيها العمال في هذه الدول. لكن هناك فرق واضح بين الولايات المتحدة وبين إستونيا أو هنغاريا مثلاً لجهة إجازة الأمومة من العمل. فمن الواضح، أن الدول القائدة للنهج النيبوليبرالي تسحق الشريحة العاملة لديها وتحوّلها إلى آلات تعمل في خدمة الأثرياء والقلّة في المجتمع. هذا الأمر ظهر واضحاً من خلال بعض التقارير التي نشرت عن عمال «أمازون» الذين لم يتح لهم قضاء حاجتهم في الحمام بسبب ضغط العمل، وخوفاً من فقدان وظائفهم الأمان الوظيفي هو أحد سمات العمل استدامة العمل، وهو مؤشّر على مدى الحرمان الذي يتعرّض له العمّال حول العالم. استغلالهم واستعبادهم وتحويلهم إلى آلات لإرضاء رأس المال هي ظاهرة تفاقمت بالتزامن مع ما يسمّى العولمة. فهذه الأخيرة كانت الأداة لتحقيق ذلك، وهي الأداة التي قضت على التكتّلات العمّالية والنقابات التي يمكن أن تواجه. الآن، حول العالم، يعاني العمّال من عدد ساعات عمل كبير، ومن تركّز في ساعات العمل أسبوعياً، ومن دخل متدنّ، بينما ينعم رأس المال بحصّة وافرة من عمليات خلق النقود وضخّها في الأسواق، فعلى سبيل المثال، ضخّت الولايات المتحدة نحو 3 تريليونات دولار خلال أزمة كوفيد، ما أدّى إلى زيادة في ثروة المليارديرات بنحو 70% فيما زادت أرباح الشركات 50% فتخطّت ثروة الـ745 مليارديراً في أميركا ما قيمته 5 تريليونات دولار.

أنقر على الرسم البياني لتكبيره