
لم يؤثّر توقّف التطبيقات المذكورة عن العمل على سعر سهم «فيسبوك»، بل كان له أثر غير مباشر على الاقتصاد العالمي أيضاً. فهذه التطبيقات أصبحت جزءاً مهماً مما يسمّى بالاقتصاد الرقمي، وهو عبارة عن النشاط الاقتصادي الناتج عن كل الاتصالات عبر الإنترنت بين الأفراد والشركات وغيرها، وهي تقدّر بمليارات الاتصالات يومياً. لذلك إن أي توقّف في هذه التطبيقات يؤثّر مباشرة على الجزء من الاقتصاد الذي يقوم على نشاطها. إذ إن هذه التطبيقات أصبحت مركزاً للعديد من الأعمال الخاصّة التي تعتمد عليها كمنصّة للوصل بينها وبين العملاء والمستهلكين. لذلك إن التوقّف الكلي الذي أصاب «فيسبوك» والتطبيقين الآخرين، كانت له خسائر غير مباشرة أيضاً. ولا توجد تقديرات حاسمة لهذه الخسائر، لكن هناك تقديرات قائمة على نماذج رياضية. مثل، برنامج netblocks الذي يُعنى بمراقبة عدد مستخدمي الإنترنت، ويمتلك نموذجاً رياضياً يقدّر الخسائر الاقتصادية التي قد تنتج عن انقطاع التطبيقات. وهو نموذج قائم على عوامل مثل نسبة الاقتصاد الرقمي من الاقتصاد في كل بلد وعدد ساعات انقطاع التطبيق أو التطبيقات، بالإضافة إلى بيانات البرنامج حول حركة استخدام التطبيقات في كل بلد. وبحسب النموذج، إن انقطاع كل من تطبيقات «فيسبوك» و«واتساب» و«إنستاغرام» لست ساعات متتالية يسبب خسارة بحوالى مليار دولار في الاقتصاد العالمي.
حدث هذا الانهيار في تطبيقات «فيسبوك» ليزيد من سوء أثر المقابلة التي أجرتها فرانسيس هوغين، الموظّفة السابقة في الشركة والتي فضحت فيها كيفية تلاعب الشركة بالمعلومات لتضليل المساهمين وشركات الإعلانات، بشأن تقلّص عدد مستخدميها من فئة الشبان. كذلك فضحت هوغين كيفية استغلال «فيسبوك» خوارزميتها للتأثير على السياسة «بشكل يؤثّر أيضاً على ديمقراطية العملية السياسية في أميركا». وقد أتت المقابلة المذكورة قبل جلسة استماع عقدها الكونغرس الأميركي بحضور هوغين يوم الثلاثاء الماضي، للاستماع إلى ما لديها من معلومات عن هذا الأمر. وفي هذه الجلسة تحدثت هوغن عن الموضوعات المذكورة، ما يعني أن الجهات الرسمية الأميركية.
وقد بدأ سعر سهم الشركة بالانخفاض بعد إذاعة المقابلة على الهواء، وقبل أن يأتي حدث توقّف التطبيقات عن العمل. ثم جاء هذا التوقف ليزيد من وتيرة الانخفاض، لتحصل الخسائر التي ذكرناها، والتي أثرت على القيمة السوقية للشركة.