تُشغّل زينب الراديو على إذاعة «البشائر»، إنها الساعة السابعة صباحاً بتوقيت حارة حريك.تقول إنها تنتظر على هذه الإذاعة يومياً في هذا التوقيت ــــ أو ما يقاربه ــــ الشذرات العرفانية والأناشيد الوجدانية...
كمن يطمئن على نوم أطفاله، لم يكن العلّامة الشيخ حسن طراد يأوي إلى فراشه، قبل أن يطمئن إلى كتبه. يفتش عن الأمكنة التي يشعر بأنها فارغة في مكتبه، ويتأكد من أن كتبه ما زالت هنا. يخاف من الفقدان. فتلك...
في حياة العاملين المنتظرين آخر الشهر، يحدث كل شيء على نحوٍ دراماتيكي. يقبضون. يدفعون. يدفعون. يدفعون... ثم ينتهي كل شيء. وعلى هذا الأساس، يختلف شكل إقبال هؤلاء على الحياة باختلاف قيمة رواتبهم، فيصنع...
وجوه الصور حين تبعد، يتفكّك ارتباطها بأشخاصها، فتخلق كل صورة مساراً سردياً خاصاً، حتى يكاد التوصيف المرفق بها يصبح رفيقاً للشخص. ذاك الذي، ما إن «يبتعد» زمنياً عنها، حتى تبني له ألفة خاصة: ألفة...
يمتدّ «حيّ الكُرد» من قلب منطقة برج البراجنة. يمتزج صوت ناسه مع ضجّة التزاحم في الخارج، حتى يصعب تمييز اختلافه عن سائر الأحياء. يمكن للغريب الذي يزور المنطقة، أن يتوه عنه في البداية، بسبب تلاصق...
تعديل بسيط لا يعوّل عليه، ولكنّه بالنسبة لأحمد ـ بائع الذرة ـ زاد من «خرجّيته» في زحمة أيامٍ سوداء. حدث ذلك أواخر عام 2006. بتحديدٍ أكثر، بعد توقيع مذكرة التفاهم ما بين حزب الله والتيار الوطني الحر،...
في اقتصاد السوق، تترسّخ معادلات أخرى للحب. لا «نوستالجيّات» هنا. الواجهات التي تزدان بالأحمر في حضرة «الفالنتاين» لها وظيفة أخرى غير تحفيز المشاعر... الجيّاشة. فهنا، الحبّ علب هدايا و»دباديب»...
يمشي الناس على الرصيف المحاذي لحائط مقبرة الباشورة إلى حياتهم العادية. يلامس صخبهم سكون الراقدين خلف ذلك الحائط الذي يفصل بين نقيضين صارا مع الوقت أليفين. هذه المقبرة، التي جايلت أبناء منطقة الباشورة...
سألتني إحداهنّ، مرّة، إن كنت أنا من يكتب تلك النصوص. عجبتُ من السؤال، فأردفت قائلة إنها لا تقصد شيئاً سيئاً «لا سمح الله»، ولكنها تستغرب كيف لفتاة محجبة أن تكتب مثل هذه النصوص. حينذاك، قالت بأنها...