تدخل زراعة حبوب «الشوفان» ضمن مشروع أعدته وزارة الزراعة في لبنان، يهدف إلى انعاش قطاع الحليب في سهل البقاع وجرود الهرمل ـــــ عكار وتأهيله، وإنجاح زراعة الأعلاف الشتويّة، واستخدامها في تغذية الأبقار الحلوب. لا تتوقف أهداف المشروع عند هذا الحد؛ إذ يسعى أيضاً إلى الحد من الإفراط في استعمال الأعلاف المركزة (خليط من الذرة والقمح والشعير والصويا والنخالة وغيرها) ذات الكلفة المرتفعة والمضرة للأبقار. وفي السياق، أوصت دراسة أعدها خبراء في الوزارة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، بضرورة الاعتماد على الأعلاف الغليظة (مصدر الألياف) في غذاء الأبقار، وخصوصاً قبل الولادة وبعدها مباشرة، لحمايتها من الأمراض. وقال رئيس الجمعية التعاونية لمنتجي الحليب في تربل وجوارها، وصاحب مزرعة لتربية الأبقار في سهل بلدة كفرزبد (شرقي زحلة)، فدعا ساسين، إن «الفاو» عملت هذا العام على توزيع كميات من بذر «الشوفان والبيقية» على بعض صغار المزارعين، وعدد من منتجي حليب الأبقار. وأضاف أن «تسليم البذور مجاناً هو خطوة أولى في إطار خطة متكاملة تهدف إلى تشجيع صغار المزارعين ومنتجي الحليب على زراعة الشوفان وتحسين ظروف إنتاجه، للوصول إلى مرحلة تصبح فيها كلفة الأعلاف أقل مما هي عليه حالياً». ومن الناحية الصحية، أشار إلى أن «استخدام الأعلاف الخشنة (خليط الشوفان والبيقيّة والشيلم والفصّة، مع نسبة قليلة من التبن والذرة المخمرة) يساعد على توفير الطاقة الحرارية للتعويض عن نقص الوزن بعد الولادة، وتحسين إنتاجيّة الحليب، والوقاية من الأمراض التي تصيب أمعاء الأبقار».هل يمكن الاستغناء عن الأعلاف المركزة؟ يلفت ساسين إلى استحالة ذلك، أقلّه في المدى القريب لأسباب عدة، أهمها: عدم قدرة صغار المزارعين على تحمّل الكلفة العالية لإنتاج الشوفان. وأضاف أن «الكميات المتوقع إنتاجها سنوياً لا تكفي لسد حاجات السوق المحليّة، فضلاً عن وجود صعوبة في تأمين آلاف الأطنان التي يستورد معظمها من الخارج». واقترح تولي الوزارات المعنية الإشراف على زراعة الشوفان وإنتاجه من خلال وضع برنامج دعم يمتد لسنوات، يلحظ تخصيص مساعدات مادية وعينية لصغار المزارعين ومنتجي الحليب.
للإنسان حصته أيضاً من فوائد الشوفان، التي تحتوي على مواد دهنيّة وبروتين تعادل أو تفوق تلك الموجودة في القمح والشعير. وتنصح اختصاصية التغذية عبير الطلياني بتناول الأطعمة التي تحتوي على هذه الحبوب؛ إذ تساعد مكوناتها في تنشيط عمل القلب، وتسهيل عملية الهضم، وخفض مستوى الكولسترول في الدم، فضلاً عن كونها مضادة للإجهاد والأرق. تنصح الطلياني الأشخاص المعرضين للإرهاق العضلي ومرضى الأعصاب بتناولها، لافتة إلى أن منظمة الغذاء والأدوية وافقت على زيادة الشوفان كمتمم غذائي في بعض المنتجات الغذائية.