البقاع | لا تزال سجلات القيد الرسمية في دائرة نفوس بعلبك تنتظر، حتى اليوم، النسخ دون المكننة، في وقت تواصل فيه صفحات هذه السجلات خسارة نتف صغيرة من زواياها المهترئة، فتتساقط معها أحرف وأسماء وتواريخ، وآمال مواطنين بالحصول خلال فترة قصيرة على بيان قيد أو حتى وثيقة وفاة. وعود نسخ السجلات، والتي كان آخرها قبل عيد الفطر، لم ترقَ الى مستوى التنفيذ، في ظل معلومات عن فترة «طويلة جداً» تستلزمها عملية النسخ. مختار الجمالية حسين جمال الدين رأى أنه «بات من الضروري جداً وضع حد» لمشكلة السجلات المهترئة، خصوصاً أن الأسماء التي تضاف إلى السجل المختلف تتزايد يومياً، مع ازدياد طلبات القيد الخاصة بتلامذة المدارس وطلاب الجامعات، وحتى الوظائف، فضلاً عن طلبات أخرى.
ولما كانت آلية العمل التي اعتُمدت في دائرة نفوس بعلبك إثر تكليف أحد ضباط قوى الأمن الداخلي وعدد من العناصر الإشراف على حسن سير العمل فيها، قد أثمرت انضباطاً وتسهيلاً لمعاملات المواطنين، شكر جمال الدين وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على إيلاء الدائرة اهتمامه، لكنه لفت إلى أن «اهتمام الوزير جاء منقوصاً»، فالمشكلة الأساس تتمثّل في نسخ سجلات القيد، «وحتى اليوم، لم يتغير شيء». وطالب جمال الدين بتعيين «مأمور نفوس أصيل» لدائرة بعلبك، «حتى يصبح لديه موقع ينفذ من خلاله مراسيم وتعاميم وزارة الداخلية، من دون الحاجة الى محافظ أو قائمقام»، موضحاً أنه لا اعتراض على رئيسة الدائرة الحالية وفاء سليمان، لكن شرط أن تكون بالأصالة. وفي معلومات حصلت عليها «الأخبار»، فإن عملية النسخ ستنطلق مع فريقين، الأول عبارة عن لجنة ستعمل في بيروت على نقل بيانات القيد من تاريخ 1960 حتى عام 1980، والموجودة على «ميكروفيلم» في دائرة الإحصاء في وزارة الداخلية والبلديات، أما الفريق الثاني فسيضمّ ثلاث لجان لنسخ سجلات القيد من 1980 حتى 2011، وستكون الأولى والثانية لنسخ الدفاتر بالاستناد إلى وثائق (ولادة أو زواج...) ضمن أرشيف دائرة نفوس بعلبك، فيما ستدقق الثالثة في ما أنجزته لجنة النسخ، ومن ثم إعادة الدفاتر المنسوخة إلى اللجنة الرئيسية للموافقة عليها.
بعد عطلة عيد الفطر كان موعد بدء أعمال النسخ، إلا أنها لم تبدأ، وحتى ذلك الحين تجدر الإشارة إلى أن عملية النسخ بالاعتماد على أرشيف وثائق دائرة نفوس بعلبك ستكون دونها صعوبات كبيرة، في مقدمها الحال الرثّة لهذا الأرشيف وأعداده الكبيرة.