يحاول اتحاد بلديات جبل عامل محاربة النموّ الفوضوي والإهمال المتراكم بسياسة تنموية شاملة ومستدامة «نعتمد فيها على الوقت والدراسات الميدانية التي تأخذ بالاعتبار حاجات أبناء المنطقة والحلول العلمية، بعيداً عن الهدر والتسرّع» كما يقول رئيس الاتحاد علي الزين. فقد أنشأ الاتحاد مكتباً هندسياً لدراسة خطط التنمية، مستعيناً بخبراء في جميع الميادين، وركّز على تدريب المواطنين وتنشيط المواهب في مختلف الاختصاصات. وبحسب الزين، فإن «ذلك قد لا يكون له تأثير آني ملموس، لكنه يؤسس لمرحلة مقبلة قريبة مليئة بالآمال والإنجازات». وهذا ما أكده رئيس بلدية مركبا جهاد حمود «ما يقوم به الاتحاد ستظهر نتائجه لاحقاً، فتشجير المناطق وإنشاء شبكات للريّ في بلدات عدشيت والطيبة والقنطرة، وتدريب الأهالي والمزارعين على نشاطات مختلفة من شأنه التأسيس لمرحلة جديدة تخلق فرص عمل كثيرة ومتعدّدة وتسهم في صمود الأهالي وتحسين واقعهم المعيشي والاجتماعي». وقد وزّع الاتحاد مشاريعه على جميع قرى الاتحاد الإحدى عشرة، فأقام عشرات الدورات في مجالات الـ«فو بيجو» والأشغال اليدوية والرعاية الصحية والإسعافات الأولية وتربية النحل والاعتناء بالأشجار المثمرة، وأجرى الفحوص الطبية المختلفة، وأنشأ خط ربط كهربائياً بين الطيبة والسلطانية في بنت جبيل، وساهم في تركيب 20000 متر مربع من أنابيب المياه للأحياء الداخلية لقرى الاتحاد، كما أنشأ مركزاً للدفاع المدني، وساعد في تجهيز ثلاثة مراكز أخرى في بلدات الطيبة ومركبا وقبريخا.
ويكشف الزين أن الاتحاد حصل على «مليار و400 مليون ليرة من الوزارة عن عام 2010، لكونه الاتحاد الوحيد في القضاء». وقد استطاع إجراء دراسة شاملة لاحتياجات المنطقة التابعة له، وإنشاء المرصد البلدي، الذي يحتوي على كلّ المعلومات اللازمة عن أوضاع بلدات الاتحاد ومشاكلها وحاجاتها، كما جهّزنا الاتحاد بآليات مختلفة تساعد البلديات في إنجاز أعمالها التنموية». ومن أهم المشاريع المنجزة «مشروع ريّ أراضي بلدات الطيبة والقنطرة وعدشيت بكلفة 350 ألف دولار أميركي، بدعم من مجلس الإنماء والإعمار ومنظمة الفاو، ويشمل المشروع زراعة مساحات كبيرة من الأراضي من أصناف محدّدة، وهذا يسهم في خفض كلفة الإنتاج وتسريع عملية التسويق بالتعاون مع عدّة جمعيات ومراكز تعاونية».
وعلى الصعيد التربوي، يقول الزين إن «العمل جار بالتنسيق مع المنطقة التربوية لدعم المدارس الرسمية، وفتح فروع باللغة الانكليزية وتدريب المعلمين». وعلى الصعيد الصحي، وضع الاتحاد خطة للتوعية من الأمراض والأوبئة، ومن بينها تقديم إرشادات للمزارعين وتوجيه عمل اللحامين ووضع أطر ملزمة للحفاظ على صحة الأهالي. وبالتعاون مع جهاد البناء، افتتح مكتب لمتابعة الأوبئة الزراعية وأعيد افتتاح مركز الإرشاد الزراعي في مركبا، وجرى الاتفاق مع وزير الزراعة لرشّ أشجار الزيتون في المنطقة لمكافحة مرض «عين الطاووس».