معظم المواطنين المقيمين بين بلدتي شتورا وجديتا، وبين شتورا وتعنايل، وأيضاً بين شتورا وتعلبايا، يعانون من التشابك العقاري بين مناطقهم، وعدم معرفة المرجعية البلدية التي يعودون إليها. هذا الأمر يسبّب مشاكل كثيرة لجهة تقديم الخدمات، وخصوصاً في مواضيع النفايات ومجاري الصرف الصحي. وفي حال عدم التعاون بين بلديات هذه القرى، تكبر المشاكل لتمسي عائقاً أمام أي خطة تنموية.رئيس بلدية شتورا، نقولا عاصي، لا يعرف عن أي جهة مشتركة مع عقار بلدته يبدأ حديثه، ولو أنه لا يريد أن يضع اللوم على بلدية دون أخرى. يقول: «لا أستطيع أن أخفي هذه المشاكل في ظلّ تقاعس بعض هذه البلديات عن القيام بواجباتها تجاه المواطنين القاطنين في منطقة يظن الجميع أنها تقع عقارياً في شتورا، ما يعكس صورة غير إيجابية عن بلديتنا، وأنها غير خدماتية». يضيف «أسوأ المشاكل ليست في القرى التي فيها مجلس بلدي، بل مع القرى التي لا وجود لبلدية فيها، كما هي حال بلدة تعنايل الخاضعة للمحافظ مباشرة، وهذا ما يتطلب منا الاتصال بالمحافظ لحلّ أي مشكلة. لكن لو كانت هناك بلدية لكان التعاون أسرع».
وعن مشكلة النفايات التي تتراكم بالقرب من المطاعم والمحال التجارية الممتدة مسافة نحو كلم واحد، من مفترق قب الياس وصولاً إلى مطعم عقل سابقاً، إذ إن الأهالي يطلقون على كلّ هذه المنطقة اسم شتورا، يوضح «هذه المنطقة كلها تابعة عقارياً لبلدية جديتا، لا لبلدية شتورا، إلا أن مشكلة النفايات هي مشكلة جميع البلديات المجاورة. والسبب أنها تبدأ من المكبات المنتشرة على أطراف القرى، لأن كلفة الطن الواحد في مكب زحلة 15$، عدا عن كلفة نقله وهذه كلفة كبيرة لا تستطيع البلديات تحملّها في ظل تراجع مستحقاتها المالية». ويلفت إلى أن تراكم النفايات على مدى أيام بالقرب من المحال التجارية عند جانبي الطريق هو نتيجة إخلال متعهدي نقل النفايات يومياً بتعهدهم وبالشروط، فبدلاً من نقلها كل يوم حسب الاتفاق يقومون بذلك كل يومين وثلاثة، ما يسبب روائح كريهة وخاصة في الصيف، لأن معظم النفايات من اللحوم وبقايا الأطعمة من المطاعم». كما يلفت إلى مشكلة قنوات تصريف المياه، التي يستعملها مواطنو البلدات المجاورة للصرف الصحي، والتي تصبّ جميعها في نهر شتورا، وما ينبثق عنها من روائح كريهة، وتلوّث في النهر، عدا عن أن هذه القنوات كثيراً ما سببت في فصل الشتاء كوارث للمحال والمؤسسات والبنوك الواقعة في شتورا، نتيجة انسدادها وتقاعس البلديات في تنظيفها، بانتظار موافقة وزارة الأشغال العامة أو وزارة الطاقة، قبل حلول الشتاء، ما يؤدي إلى فيضانات وسيول على الطريق الرئيسية، ودخولها المؤسسات والمستودعات.
وعن الحلول المقترحة لهذه المشكلة، كشف عاصي أن بلديات شتورا وجديتا وتعلبايا وتعنايل بصدد مشروع إنشاء محطة لتكرير مياه الصرف الصحي، إلا أن المباشرة بهذا المشروع مرتبطة بإيجاد قطعة أرض ملائمة له.
لا يختلف رأي رئيس بلدية جديتا وهيب قيقانو، فبلدته تتشابك عقارياً مع زحلة وتويتي وشتورا وبوارج، الا أنه يرى أن أكثر المشاكل المطلوب معالجتها على نحو جماعي هي الصرف الصحي، «نحن نرمي في نهر شتورا، وبوارج ترمي عندنا وهلمّ جرا، هذا الأمر هو الذي يحتاج إلى حل بأسرع وقت ممكن عبر إنشاء محطة تكرير للمياه المبتذلة». ويرى قيقانو أن مشكلة النفايات على طريق الحل من خلال إنشاء مستوعبات كبيرة وإقامة خيم واقية من الشمس، «لكي لا تخمّ، الخيم تخفّف من تحلّل النفايات العضوية، وخصوصاً بقايا الأطعمة واللحوم التي تنبعث منها روائح كريهة»، معتبراً أن مشكلة النفايات بكلفتها الحالية في مكبّ زحلة، تكلّف البلدية أموالاً طائلة، ومشيراً إلى أن البلدية قبل حلول فصل الشتاء تنظّف مجاري تصريف مياه الشتاء من الرواسب، «حتى لا يشكل انسدادها فيضاناً على الأماكن الواقعة في مناطق منحدرة».