وأخيراً، أثمرت الجهود التي بذلها وجهاء عشيرة «عرب الحروك»، بالتعاون مع بلديّة تربل وفاعلياتها، وبمتابعة حثيثة من نواب قضاء زحلة. فقد صدر قانون، نشر بالجريدة الرسميّة، حمل الرقم 175، تاريخ 29/8/2011 بمادة وحيدة، تنصّ على الآتي: «تنشأ قرية جديدة في قضاء زحلة، محافظة البقاع، تعرف باسم شهابيّة الفاعور. تضاف هذه القرية الى عداد القرى التي يتألف منها قضاء زحلة، المدرجة بالجدول رقم (1) الملحق بالمرسوم الاشتراعي رقم 116 تاريخ 12/6/1959. ويعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية». وقد نشرته الجريدة الرسمية في عددها الصادر في 3 أيلول الجاري. أحد المتابعين لهذا الملف غازي الشريف، وهو من وجهاء عشيرة عرب الحروك، رأى في حديث مع «الأخبار» أن إصدار هذا القانون، بعد مرور ثلاث سنوات على تقديم طلب لإنشاء قرية يطلق عليها اسم «شهابيّة الفاعور»، ليس إلا خطوة أولى على طريق استقلاليّة قريته من جميع النواحي الإداريّة والإنمائيّة والاجتماعيّة. وأثنى على جهود جميع الذين كان لهم الفضل في تحقيق هذا المطلب المزمن، خاصّاً بالذكر فاعليات تربل وبلديتها رئيساً وأعضاءً حاليين وسابقين، الذين قدّموا جميع التسهيلات اللازمة لإنجاح هذا المشروع، إن لناحية تغطية جميع التكاليف الماديّة، من إعداد الدراسات، الى أجور مهندسين وفنيين متخصصين برسم الخرائط المطلوبة، وغيرها من مصاريف تتعلق بهذا الشأن، أو لجهة التنازل عن مساحة نحو 1000 دونم من المشاعات التابعة لها، تقع على سفوح جبل تربل، وتمتد من نبع رأس العين شمالاً، وصولاً الى حدود مشاعات بلدة كفرزبد جنوباً، وصعوداً حتى قمة الجبل، وذلك من أجل ضمّ هذه الأراضي وإلحاقها بمشاعات البلدة المستحدثة. وبما أن إتمام استقلاليّة الأخيرة يحتاج إلى خراج تابع لها، يضيف الشريف، «فقد أبدت بلديّة تربل استعدادها للعمل وفقاً للأطر القانونيّة المتّبعة، بهدف تخصيص قسم من مساحات الأملاك الخاصة التابعة لبعض أبنائها، ولعدد من أهالي بلدة شهابية الفاعور وغيرهم من أصحاب العقارات التي تقع غرب البلدة، يقدّر مجموع مساحاتها بنحو 1500 دونم، وتسميتها خراجاً لبلدة شهابيّة الفاعور»، لافتاً الى أن ثمة مشاورات تجرى حالياً بين أبناء عشير الحروك، تتمحور حول إعادة النظر باسم البلدة وتغييره ليصبح «شهابيّة الحروك» بدلاً من «شهابيّة الفاعور».
هذا من الناحيتين الجغرافيّة والعقاريّة، أما بالنسبة إلى الاستقلاليّة الإدارية، يوضح الشريف، أن الخطوات اللاحقة على هذا الصعيد ستتواصل من أجل استحداث مجلس بلدي مركزي ومختار للبلدة، وذلك بعد مسك سجل نفوس خاص بها، تنقل إليه اختيارياً الأحوال الشخصيّة لمن يرغب من أبناء عشيرة عرب الحروك المسجلين في دائرة نفوس زحلة، والموزعين على أكثر من قرية في البقاع الأوسط، على أن يصار لاحقاً الى المطالبة بإصدار مرسوم استثنائي، يجيز لأبناء هذه العشيرة من المسجلين خارج نطاق قضاء زحلة، نقل أحوالهم الشخصيّة الى سجل نفوس البلدة. ويكشف أن نسبة 15% من أبناء العشيرة الذين يقترعون في بلدة تربل، أبدوا اعتراضهم وتحفظهم على هذا المشروع لأسباب خاصة بهم، رافضاً الدخول في تفاصيلها.
في هذا السياق، تمنى الشيخ وليد الفياض على أبناء عشيرة عرب الحروك الابتعاد عن الكيديّة والمناكفات، والترفّع عن المصالح الشخصيّة، والعمل يداً واحدة لما فيه خير الجميع، لتحسين أوضاع بلدتهم والنهوض بها في مختلف المجالات الإنمائيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. تبقى الإشارة الى أن عدد منازل شهابيّة الفاعور يتجاوز 800 منزل، تضم نحو 5000 نسمة، ويبلغ عدد الناخبين المقيمين فيها نحو 3000، يقترع معظمهم حالياً في بلدتي تربل (1100 يتمثلون بـ 4 أعضاء في مجلس بلديتها)، والدلهميّة (حوالي 1500)، أما باقي الأصوات فهي تتوزع على عدد من البلدات المجاورة.