غادر بشير (22 عاماً) منزل عائلته بعد ظهر الأربعاء بعدما، أخبر والدته أنه سيمضي ليلته في منزل صديقه في بعلبك. ليلة غياب الشاب طالت قبل أن يرن هاتف شقيقه. فبعد مرور يوم، ورد اتصال من رقم بشير. على الجانب الآخر صوت مجهول: «إذا كنتم تريدون رؤية ابنكم حياً، أحضروا مبلغ 32 ألف دولار أميركي»، قبل أن يُغلق المتصل الهاتف. الاتصال الذي أُجري بعد ظهر الخميس نزل كالصاعقة على عائلة بشير، والديه وشقيقه الوحيد. حاولوا الاتصال مجددا برقم الهاتف، لكنه كان قد أُقفل. لم تجرؤ عائلة الشاب المخطوف على إبلاغ القوى الأمنية في تلك الليلة. فقد عاش أفرادها حالاً من التردد والخوف. تردد من أن يكون الأمر مقلباً مدبّراً من أحدهم بقصد المزاح، وخوفاً على حياة ابنهم إذا كانت عملية الخطف حقيقية. حال التردد التي تخبّطت فيها العائلة في تلك الليلة لم تدم طويلاً، فقد حسمت الوالدة، عليا الغريب، أمرها وقررت إبلاغ القوى الأمنية. قصدت فصيلة المريجة في الضاحية الجنوبية حيث ادّعت أن بشير غادر مكان عمله لتمضية عطلة مع صديق له في مدينة بعلبك. وأفادت أنها تلقت اتصالاً من هاتف ولدها الخلوي أُبلغت فيه من جانب مجهول بأن ولدها خطف، وطلب فيها 32 ألف دولار مقابل اطلاق سراحه.
مرّت سبعة أيام على غياب الشاب الذي يعمل في أحد المطاعم في منطقة الحمرا من دون أن يُعثر له على أثر. القوى الأمنية تُجري تحقيقاتها لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحديد مكان وجوده، فالهاتف الخلوي لا يزال مقفلا،ً كما أن الخاطفين، منذ الاتصال اليتيم، لم يتواصلوا مع العائلة للتنسيق من أجل الحصول على الفدية. التحقيق الذي يتولاه عناصر من فصيلة المريجة لا يزال مفتوحاً بناء على إشارة القضاء، أملاً في الحصول على مزيد من المعلومات، حيث من المفترض أن يحول إلى مفرزة التحري للتوسع في التحقيق.
يذكر أن والد الشاب المخطوف يعمل في مؤسسة أوجيرو للاتصالات موظفاً في قسم الحراسة والأمن. وعلمت «الأخبار» أن الأحوال المادية للعائلة أقل من عادية، وبالتالي يستحيل عليهم توفير المبلغ المطلوب لتحرير ابنهم. وأبلغت الوالدة «الأخبار» أنها «المرة الثانية التي يقصد فيها ابنها منطقة بعلبك»، مشيرة إلى أنها «لا تعلم اسم صديق ابنها أو حتى بلدته». وأشارت إلى أنها تضع كل آمالها في القوى الأمنية ليعيدوا لها ابنها الذي لا تعلم شيئاً عن مصيره.