البقاع | «طريق جهنم»... «طريق الموت»... أسماء يطلقها أهالي بلدة الصويري في البقاع الغربي على طريق بلدتهم، التي لا يكاد يمر شهر إلا وتشيّع اثنين او أكثر من أبنائها، بسبب حوادث الصدم المتكررة، والتي غالباً ما تشهد فرار الصادمين في سياراتهم تاركين المصدوم غارقاً في دمائه. خلال شهري تموز الماضي وآب الجاري، فقدت البلدة اربعة من شبابها، ثلاثة شبان لا تزيد أعمارهم على ثمانية عشر عاماً وفتاة من الـ 13 من عمرها. آخر الضحايا كان محمد زيتون، ابن السبعة عشر ربيعاً، الذي توفي عندما تعرض لحادث صدم عند مفرق البلدة الرئيسي مساء اول امس، وترك وسط الطريق الى ان فارق الحياة، فيما فرّ الصادم الى جهة مجهولة.
رفاق زيتون الذين شيّعوه سارعوا، فور انتهاء الدفن في جبانة بلدتهم، الى التعبير عن احتجاجهم بالنزول الى الطريق الرئيسية وقطعها في عدة اماكن، بالاطارات المشتعلة، وبكل ما تيسر من حديد ومستوعبات، وحمّلوا الدولة المسؤولية عن التقصير في ايجاد الحلول للحد من هذه الحوادث. واستمر قطع طريق المصنع ــــ البقاع الغربي ــــ الجنوب، نحو ثلاث ساعات، وحُوّلت وجهة السير الى طرقات فرعية اخرى، الى حين تدخل رئيس البلدية حسين الصميلي الذي عمد الى اقناع الشباب بإنهاء الاحتجاج على ينفّذ أهالي البلدة جميعاً اعتصاماً بعد صلاة ظهر الجمعة المقبل، لرفع الصوت الى الجهات المعنية عبر الوسائل الاعلامية. وبناء على ذلك، تمت ازالة العوائق وتنظيف الطريق، فيما حضرت قوة من الجيش اللبناني عملت على تحويل السير الى حين استكمال عملية فتح الطريق.
واعتبر رئيس بلدية الصويري ان هذه المشكلة التي تقضّ مضاجع ابناء البلدة هي بمثابة «قنبلة موقوتة»، إذ أن ضحايا السرعة الزائدة للعابرين على طريق الصويري يزدادون بانتظام. وعزا تكرر حوادث السير الى ضيق الطريق، وغياب الارشادات المفترضة. وطالب وزير الداخلية باتخاذ قرار بوضع كاميرات وبتسيير دوريات لضبط التجاوزات، كما طالب وزير الاشغال العامة باقامة مطبات لإجبار السائقين على تخفيف سرعتهم.