على شاطئ عمشيت، نشر المشاركون عدّتهم منذ الرابع من تمّوز ونحتوا الصخور على مرأى من موج البحر ونسمات الهواء. «المكان أكثر من رائع وأعطى النحاتين الكثير من الوحي»، يقول لـ«لأخبار» النحات اللبنانيّ بيار كرم الذي شارك والبلديّة في تنظيم المهرجان. كرم أشار الى أنّ للمهرجان وجهاً ثقافيّاً سياحيّاً حضاريّاً والمنحوتات التي «ولدت» خلاله وعرضت في الحفل الختاميّ سيوزّعها مجلس عمشيت البلديّ في البلدة بعد انتهاء المهرجان. كرم الذي نحت خلال المهرجان رجلاً وامرأة يقبّل أحدهما الآخر، أثنى على اختلاط النحاتين من بلدان مختلفة، إضافة الى تبادل الخبرات في ما بينهم خلال نحتهم أعمالهم. فهم أمضوا نحو 12 ساعة يوميّاً ينحتون في الساحة التي أهّلتها البلديّة خصيصاً لاستقبال الحدث. كما أنّ العديد من المواطنين زاروا المكان خلال المهرجان واطّلعوا عن كثب على أعمال النحت.
النحات الروسي غليب تشاشنكو الذي نحت شفاهاً من جهتين مختلفتين، أثنى على أهميّة التشارك في المهرجان مع نحاتين من بلدان مختلفة. بدورها، أثنت النحاتة السوريّة كنانة الكود على تنظيم المهرجان، إذ اهتمّت اللجنة المنظّمة بالنحاتين كثيراً وأمّنت لهم كلّ ما يحتاجون إليه. هي التي نحتت حواء والتفاحة، تشارك للمرّة الثالثة في مهرجانات للنحت في لبنان، وقد أعربت عن سرورها بالصداقات الجديدة التي أثمر عنها هذا المهرجان، إلى جانب التعرّف إلى ثقافات جديدة وتقنيّات أخرى في النحت. أمّا النحات التركيّ أيهان كايابينار فقال للأخبار «كلّ شيء كان كاملاً: من التنظيم الى موقع المهرجان وإلى المشاركين». هو الذي نحت إحدى الإلهات اليونانيّة، يزور لبنان للمرّة الأولى، متمنياً العودة إليه خلال مهرجانات أخرى للنحت.
رئيس لجنة المهرجانات في بلديّة عمشيت يوسف لحود أشار الى أنّ المجلس البلديّ كان يفكّر في تنظيم المهرجان منذ مدّة، إلا أنّ الإمكانات الماديّة كانت ضعيفة، ما استدعى تنظيمه هذا العام بكلفة بلغت نحو 120 ألف دولار واستغرق التنظيم نحو شهر. لحود أشار الى أنّ البلديّة تكفلت بتوفير ما يحتاج إليه النحاتون، وهي استفادت من يوم الأحد لتنظيم زيارات سياحيّة لهم، وتمنّى أن يتكرّر هذا المهرجان سنويّاً. وفي الحفل الختاميّ، قدّم رئيس البلديّة د. أنطوان عيسى للرئيس سليمان درعاً تقديرية، ووزّع ونائبه جاك لحود شهادات المشاركة والدروع على المشاركين. بدوره، ألقى كرم كلمة باسم النحاتين، قبل أن يسلّم الأخيرون درعاً باسمهم الى رئيس الجمهوريّة. كما أطلق في المناسبة نشيد عمشيت الذي أنشدته الفنانة ألين لحود. وقد أعرب النحات تشاشنكو عن فخره بالمشاركة في المهرجان الذي أتاح له فرصة عرض منحوتته أمام حضور مميّز، مشيراً إلى أنّه سيشتاق للنحت عند مغيب الشمس. بدورها، وصفت النحاتة الكود المهرجان بالـ«مميّز»، معربة عن فخرها بعرض منحوتتها أوّلاً في المعرض الختامي، بحضور رئيس الجمهوريّة وفي ما بعد في بلدة عمشيت «ذات الخصوصيّة الكبيرة».