بعدما بدأت تنتشر زراعة الفريز بقوة في الجنوب، بدأت ربات البيوت بتموين صنفٍ جديد من المربيات: مربى الفريز. أم مارسيل، والدة صاحب المشتل الأول في سهل الميذنة، مارسيل عون، التي كانت تصنع هذه المربيات في بيروت «من منتَج الحقول التي كان يزرعها ابني هناك»، ها هي اليوم تصنعه في الجنوب «بعدما نقل زراعته إلى الجنوب وتزرع في حقول نظيفة وخصبة، وتروى من الينابيع القريبة، لذلك ليس أطيب من الفريز الجنوبي للمربى والعصير».تختار السيدة الجنوبية الثمار المتوسطة الحجم، الحمراء الناضجة، وبعد تنقيتها من الشوائب وإزالة العروق والأوراق، تغسلها عدة مرات، ومن ثم تصفّيها؛ «لأن الفريز يمكن أن يشرب كمية من الماء إذا لم نضعه في المصفاة»، تقول. بعد ذلك، «نضع الثمار في وعاء ذي قعر سميك، كأن يكون مصنوعاً من الستانلس، ونضيف إلى كل كيلوغرام من حبات الفريز عصير ليمونة حامض ونضعه على نار هادئة ونحركه بين الحين والآخر ما بين عشر دقائق و15 دقيقة، ثم نرفعه عن النار لنضيف إليه كمية من السكر، تراوح بين نصف كيلوغرام و700 غرام ونحركه حتى يذوب السكر». عندما تنتهي هذه العملية «نعيده إلى النار ونحرك الخليط حتى يبدأ بالغليان، عندها نرفع في هذا الوقت من حدة النار مدة تتجاوز عشر دقائق». وبعدما يبرد المربى قليلاً، «نحفظه في مرطبانات معقمة ومن ثم نغطيه بطبقة من الشمع».
مع ذلك، لا تنتشر في المناطق الجنوبية صناعة مربى الفريز انتشار مثيلاتها من مربيات التفاح والسفرجل والتين واليقطين والباذنجان، «ربما لأن ثمار الفريز لم تكن واسعة الانتشار قبل هذه السنوات الثلاث، وما يزرع منها كان يزرع في مساكب متواضعة تزين بعض حدائق البيوت، لكن ثمارها بقيت صغيرة الحجم وقليلة الإنتاج». يقول مارسيل عون إن ثمة أسباباً إضافية؛ إذ يعزو بعض المزارعين الأمر إلى أن هذه الزراعة تحتاج إلى جهد خاص ومتابعة دائمة؛ لأن ثمارها بحاجة إلى حماية دائمة من الغبار في مواسم الجفاف ومن المياه خلال فصل المطر، ما يسبب التلف للثمار أو ما ينعكس سلباً على نوعية المحصول وكميته.
فضلاً عن استهلاك الفريز كفاكهة طازجة لذيذة المذاق ولما تتمتع به من رائحة ذكية، تتميز هذه الفاكهة بخواص غذائية عالية مع إمكان استخراج الشراب المنعش منها وإضافة السكر المحلي إليها. وتشير الدراسات إلى أنه يمكن الاستفادة من ثمار الفريز للقضاء على بعض أنواع البكتيريا وفي حالات تصلب الشرايين والاضطرابات العصبية وأمراض الكلى والغدد الصفراء وأمراض الكبد ومعالجة فقر الدم. وتُعَدّ من منقوع الأوراق سوائل لمعالجة الإسهال والروماتيزم.