«أنا ما بحبك». هكذا ردّت ابنة الأحد عشر عاماً على والدها، داخل مبنى العدلية في النبطية أمس، بعدما دعاها إلى الاقتراب منه. اغتاظ من ردّها، فضربها بقنينة ماء كانت موضوعة أمامه. تدخلت والدة الطفلة (طليقته)، مستهجنة فعله، فقام إليها وراح يشتمها ويضربها على مرأى من الحاضرين في كافيتيريا العدلية. إثر ذلك، أوقفت القوى الأمنية الوالد وأحالته على النيابة العامة. هذه الرواية نقلتها لـ«الأخبار» المحامية سوزان. هـ. التي كانت حاضرة في تلك الأثناء.«الأخبار» اتصلت بوكيلة الوالدة، المحامية سحر شام، وسألتها عمّا حصل، فقالت: «وكيلتي هي طليقة الوالد، وقد ظلت طفلتها معها بعد الطلاق حتى صار عمرها 6 سنوات، ثم استعادها الوالد وعاشت معه إلى جانب زوجته الجديدة وأولادها. بدأت تتعرض الطفلة لسوء المعاملة من الزوجة، إضافة إلى التمييز، حتى في المأكل والمشرب. حاولت أن تهرب من المنزل عدّة مرات، فكان الوالد يضربها في كل مرّة، إلى أن أصيبت بأزمة نفسية». وتضيف: «أخذنا الطفلة إلى طبيب نفسي وأعطانا تقريراً عن حالتها، أوصلناه إلى القاضي المختص الذي يتابع شكوى الوالدة على الوالد. وافق القاضي على بقاء الطفلة مع والدتها لمدّة أسبوع، ليرى إذا كان وضعها النفسي سيتحسّن، لكي يحدد وفق النتيجة ما سيقرره في النهاية لناحية الطرف الذي ستبقى الطفلة عنده». وبشأن ما حصل أمس داخل العدلية في النبطية، قالت المحامية شام: «عرف الوالد بقرار القاضي، فضرب الطفلة وأمها نتيجة غضبه، ثم أوقفه رجال الأمن بالجرم المشهود. حاولت النيابة العامة أن تحلّها بيننا حبياً، ولكن الوالدة رفضت ذلك، لأن كرامتها أهينت أمام الناس، فبقي الزوج رهن التوقيف».
اتصلت «الأخبار» بوكيل الزوج الذي رفض الكشف عن هويته، فتمنى عدم إثارة الموضوع في الإعلام، مكتفياً بالقول إن موكله «ضرب طليقته «كف»، هذا كل ما في الأمر ولا داعي لتكبير المسألة».
من جهتها، استغربت الزوجة «تبسيط» وكيل الزوج لما حدث، علماً بأن المسألة «لا تتوقف عند «كف»، فأنا لدي تقرير من طبيب عاينني أمس يؤكد أن إصبع يدي بحاجة إلى تصوير أشعة، وأن عيني متورمة». وعن أصل المشكلة تقول: «منذ 7 أشهر رفعنا دعوى قضائية أمام قاضي الأحداث، بسبب ضرب الوالد لابنتي باستمرار، وكان قد تعهّد خطياً أمام القضاء بعدم التعرّض لها من جديد، غير أنه عاد وفعلها أمس». وتابعت: «المسألة لا تتوقف عند الأذى الجسدي لي ولطفلتي. لقد آذاني في روحي، كما دمّر نفسية الطفلة. فهي اليوم قد تراجعت في مدرستها بعدما كانت من الأوائل. أمس قال لي القضاة في النيابة العامة إن طليقي مستعد للتنازل عن الفتاة، مقابل تنازلي عن الادّعاء، فرفضت ذلك. الغريب أن الرائد في المخفر، أثناء الاستماع إلى إفادتي، لم يجد ما يلفت انتباهه سوى كلمة قلتها لطليقي أثناء ضربه لي، قلت له أنت رجل ناقص فقط». وتختم الوالدة: «المرأة في هذا المكان ضعيفة جداً، وإذا أراد القضاء أن يعطيه حقاً بعد ما فعله بي وبابنتي، فسأقتل نفسي. لا يمكنني أن أحيا مع هذا الكمّ الكبير من الظلم».