طرابلس | أثارت نتائج مباراة الدخول إلى نقابة محامي طرابلس، التي صدرت الأربعاء الماضي، احتجاجاً واسعاً في صفوف من تقدموا إليها من الطلاب، بعدما أظهرت النتائج أن نسبة النجاح لم تصل إلى اثنين في المئة، وأن 4 طلاب فقط نجحوا في المباراة من أصل 213 طالباً تقدموا إلى المباراة، هم: سناء عويضة، ميرفت شندب، غيدا فرنجية ورينيه القبعيتي.أوساط نقابة المحامين أوضحت لـ«الأخبار» أن «تكاثر الوساطات التي تدخلت لإنجاح هذا الطالب أو ذاك، والتدخلات والضغوط التي مورست من أكثر من جهة، دفعت مجلس النقابة إلى ترك الامتحانات تجري وفق نسقها الطبيعي، رغم أنه أنزل معدل النجاح المطلوب من 12 إلى 11 /20، من أجل تسهيل إنجاح أكبر عدد ممكن من الطلاب، إلا أن ذلك لم يحصل هذه المرة».
ولفتت الأوساط في هذا المجال إلى أمرين: الأول «ضيق سوق العمل الذي بات لا يتّسع أكثر لمحامين جدد، والثاني المستوى المتدني للقسم الأكبر من الطلاب، وهو أمر يتضح من خلال أوراق امتحاناتهم، ما يفتح المجال واسعاً أمام تساؤل جدّي يحتاج إلى نقاش معمّق بشأن مكمن العلة والمشكلة في هذا الصدد، هل هي في النقابة، أم في الطلاب والجامعة؟».
وذكّرت الأوساط بمشروع قانون «بقي بلا تطبيق حتى الآن، جرى التوافق عليه سابقاً بين نقابتي بيروت وطرابلس مع كلية الحقوق، يلحظ ضرورة اجتياز طالب الحقوق، بعد تخرّجه، سنة خامسة في معهد كفاءة يجري استحداثه لهذه الغاية، إلا أن هذا الاقتراح لم يبصر النور، وبقيت الأمور تسير وفق الآلية التقليدية المتّبعة».
بدوره، أمل نقيب المحامين بسام الداية أن «تكون نتيجة المباراة عبرة للطلاب كي يأخذوا الأمر بجدّية أكبر في المرات المقبلة»، مشدداً في اتصال مع «الأخبار» على أن «هذه المهنة جديرة بأن يكون هناك حرص أكبر عليها من قبل ممارسيها، وأن يحيطوا بمواد القانون وأحكامه»، ومشيراً إلى أنه «رغم أنني أنزلت معدل النجاح إلى 11 بدلاً من 12 /20، كانت النتيجة صدمة كبيرة لي، لأن الأسئلة كانت سهلة، وهو أمر يستدعي برأيي إعادة النظر في التعليم الثانوي والجامعي معاً»، مردفاً «إنني أفكر في أن أضع مسابقات هذه المباراة أمام وزير التربية ورئيس الجمهورية، من أجل لفت نظرهم إلى أنه لم يعد مقبولاً السماح لأي طالب كان لا يجد مكاناً له في كلية ما، أن يلتحق بكلية الحقوق».
وعبّر الداية عن ارتياحه لما آلت إليه النتيجة، لأنها «أثبتت أن الكفاءة هي رأسمال النجاح الرئيسي لأي طالب، وليس الوساطات أو المراجعات، التي هي أمر معتاد في لبنان، ولكنني أرفضه نهائياً، وأكبر دليل على ذلك أن 3 طلاب تقدموا إلى المباراة وكانوا يُعدّون أنفسهم للتدرّج في مكتبي، قد رسبوا».
لكن الداية أكد أنه ينوي «إجراء مباراة دخول ثانية لهؤلاء الطلاب، لم نحدد موعدها بعد، لكن ستسبقها دورة تدريبية لمساعدتهم، تتضمن تطوير قدراتهم على استخدام الكمبيوتر والإنترنت، من أجل تسهيل بحثهم عن مراجع لا من أجل الفايسبوك!».
من جهته، أوضح عضو مجلس النقابة فهد المقدم أنه «حصل توافق داخل مجلس النقابة على هذا الأمر، حرصاً على مصلحة النقابة».