الضنية | تفاعل الإشكال الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي خلال حفل عرس في مطعم قصر الأمراء في بلدة سير الضنية، وأدى إلى سقوط جريحين من عرب بلدة كفرشلان ووقوع أضرار في الممتلكات، ما ينذر بتداعيات إضافية في حال عدم معالجة الإشكال واحتواء ذيوله، وخصوصاً بعدما واجهت القوى الأمنية صعوبات جمّة ليلتها في لجم أهالي الجريحين ومنعهم من قطع طريق الضنية الرئيسي احتجاجاً. فقد عقد أفراد عشيرة عرب بيت عمر التي ينتمي إليها الجريحان اجتماعاً موسّعاً، مساء أول من أمس، في منزل الشيخ محمد الكرمة في بلدة كفرشلان ـــــ الضنية، كي يناقشوا، وفق بعض من حضروا الاجتماع، «قضية الاعتداء الذي تعرض له عدد من أبناء العشيرة والبلدة على يد صاحب المطعم م. د. هـ.، المرافق الشخصي للنائب أحمد فتفت، بالتعاون مع مسلحين آخرين». وكشفت المعلومات بشأن صحة الجريحين اللذين نقلا إلى مستشفى السيدة في زغرتا للمعالجة، أن الشاب م. ع. م. الذي أصيب بطلق ناري في بطنه لا يزال في حالة صحية حرجة، وأن الجهات الأمنية المعنية لم تستطع الاستماع إليه لأخذ إفادته في الموضوع. أما الجريح الآخر الشاب خ. ع. الذي أصيب بطلق ناري في قدمه، فقد غادر المستشفى بعدما تحسّن وضعه الصحي.
أحد أبناء العشيرة، المحامي أحمد الكرمة، أوضح في مؤتمر صحافي عقده أمس في طرابلس، أن عشيرته شددت خلال اجتماعها على «وضع الجريمة في نطاق القانون، وأن تعطى مهلة للجهات الرسمية من أجل معالجة المشكلة، يُمنع خلالها التعرض لأي كان إلى أن يتضح مسار الأمور، علماً بأن حقنا معروف ونحن نسعى إلى الحصول عليه تحت سقف الدولة والقانون. فنحن كنا نحمي الناس من الاعتداء عليهم يوم كان البعض يتقاتل»، إلا أنه حذر من أنه «إذا لم تأخذ الدولة حقنا فسيكون لنا رأي في الموضوع». الكرمة أشار إلى أن عشيرته تناشد الدولة، وعلى رأسها الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري ونجيب ميقاتي ومديرو الأجهزة الأمنية كافة، «عدم تغطية المجرمين، ووضع حدّ للتصرفات التي تحصل على أيدي بعض الشبّيحة والمجرمين، لأنه إذا لم يجر توقيف هؤلاء المجرمين، فإن ذلك سيؤدي إلى توترات أمنية في المنطقة لا نريدها ولا نسعى إليها». إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية وشهود عيان لـ«الأخبار» مزيداً من التفاصيل عن الإشكال داخل المطعم وخارجه، إذ إنه بعد نشوب الإشكال بين فتية من عرب كفرشلان ومن بلدة مراح السراج مع آخرين من بلدة سير خارج المطعم، انتقل الإشكال إلى داخله، ما جعل الحابل يختلط بالنابل، ودفع صاحب المطعم م. د. هـ. مع أصدقاء وأقرباء له، فضلاً عن عاملين في المطعم كانوا مسلحين، إلى إطلاق النار في الهواء لاحتواء الوضع، لكن عندما لم يؤدّ ذلك إلى نتيجة انطلقت الأعيرة النارية مباشرة باتجاه الحاضرين، ما أدى إلى سقوط جريحين. الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، إذ أشار مقرّبون من الجريحين إلى أن مسلحين مقرّبين من صاحب المطعم عمدوا إلى حجز عشرات الأشخاص الذين كانوا يشاركون في العرس، من نساء وأطفال وكبار في السن، داخل المطعم أكثر من ساعتين، ومنعوهم من الخروج منه.