طرابلس | ضجّ الجسم الطبي في طرابلس والشمال بحادثة الاعتداء التي تعرّض لها بعد عصر أول من أمس، طبيب الصحة العامة ومسؤول قسم الطوارئ في مستشفى المنلا الدكتور نزيه بارودي، إذ طعنه مجهول بسكين في ظهره أثناء مغادرته المستشفى.وجاءت هذه الحادثة لترفع منسوب القلق والمخاوف وسط الأطباء وأقسام الطوارئ في المستشفيات، بعد تعرضهم لحوادث اعتداء على أيدي أشخاص، يفرّ بعضهم هارباً، أو يُلقى القبض على بعضهم الآخر، الذي يتبين لاحقاً أن أغلبهم إما من أصحاب السوابق أو من متعاطي المخدرات والحبوب المهدئة.
وكشفت المعطيات أن بارودي لحظة خروجه من المستشفى، شعر بسكين حادة وقد اخترقت جسده في المنطقة بين خاصرته وكتفه، من غير أن يتبين الفاعل الذي توارى عن الأنظار بسرعة، فأدخل على عجل إلى غرفة العناية الفائقة نظراً لحراجة وضعه الصحي، حيث أجريت له عملية جراحية لسحب السكين التي كانت لا تزال عالقة في ظهره.
بارودي الذي تعافى تدريجاً بعد العملية لكنه لا يزال راقداً في غرفة العناية الفائقة، روى لزواره ما حصل معه، فأوضح قائلاً «بعدما أنهيت عملي توجهت إلى سيارتي التي كنت قد رصفتها على بعد 200 متر عن المستشفى تقريباً قبل أن أتعرض للاعتداء»، نافياً أن يكون لديه «تفسير للأسباب التي جعلت الفاعل يقدم على طعني، فليس لدي مشاكل أو عداوة مع أحد»، مطالباً «بتأمين الحماية اللازمة للأطباء بعد تكرار التعرض لهم».
الأجهزة الأمنية التي حضرت إلى المكان باشرت تحقيقاتها بإشراف النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي عمر حمزة، فيما كشفت مصادر أمنية أن شهود عيان أشاروا إلى أن «المعتدي شاب في العقد الثاني من العمر، يرتدي سترة سوداء وبنطلون جينز، طعن بارودي طعنة واحدة ثم ترك السكين معلّقة في ظهره وهرب».
ردود الفعل على الحادثة كانت واسعة. فالقاضي حمزة أكد أن «الفاعل سيقبض عليه وسينال عقابه»، مؤكداً أنه «لن تمرّ ساعات قليلة إلا وسيكون الفاعل في قبضة العدالة».
ورأى حمزة أن «الاعتداء على طبيب في شارع عام وفي وضح النهار يدلّ على خطورة بالغة، ولن يهدأ لنا بال حتى كشف خيوط الجريمة، التي لن تمر على الإطلاق، وأن العدل سيوضع بالميزان لينال الفاعل عقابه»، متهماً «بعض الخارجين عن القانون بإحداث بعض الاضطرابات والفتن في المدينة».
في غضون ذلك، استنكرت نقابتا أطباء طرابلس وبيروت ونقباء المهن الحرة في الشمال في بيان مشترك الحادثة، موضحين أنه «يقارب الاغتيال الفعلي». كذلك أمّ مقر النقابة نقباء محامي طرابلس بسام الداية، والمهندسين بشير ذوق، وأطباء الأسنان محمد سعادة.
نقيب أطباء طرابلس فواز البابا قال لـ«الأخبار»: «سننفذ غداً اعتصاماً رمزياً في كل لبنان استنكاراً للحادث، بالتنسيق مع نقابة أطباء بيروت ونقابة المستشفيات ونقابات المهن الحرة، وسنوجه خلاله رسالة لكل المعنيين لنقول لهم كفى، فاليوم خنجر وغداً مسدس وبعدها لا نعرف ماذا»، موضحاً أن «هذا الوضع لم يعد مقبولاً، فالكل مهدد وخائف، إذ بات أطباء الطوارئ يفضلون عدم العمل في هذا القسم».
وإذ حذر البابا من أن «الكارثة مقبلة على الكل إذا لم تعالج هذه المشكلة من جذورها، وتُجتثّ أسبابها المتعددة»، أكد نقيب محامي طرابلس بسام الداية «أننا متضامنون مع نقابة الأطباء، وأي دعم قانوني تحتاج له في أي تدبير أو إجراء فنحن حاضرون»، مطالباً «بوضع كاميرات مراقبة في كل المؤسسات العامة والخاصة، من أجل القبض على الفاعلين بسرعة، ولجم اعتداءات كهذه تسيء إلى صورة طرابلس وسمعتها».