استهداف إيطاليا الأممية انعكس بوضوح على الحركة في منطقة صور التي تمثّل مركز وجودها. فالأسواق التجارية والمطاعم كانت تنتظر يومياً الجنود الإيطاليين الذين يبلغ عددهم حالياً 1780 جندياً، باعتبار أنهم يعدّون زبائن مميزين لمحال الألبسة والأطعمة والمواقع الأثرية والمقاهي البحرية. حال الجنود لم تستمرّ على ما هي عليه بعد الحادث، فقد ترك هؤلاء فراغاً في اليومين الماضيين بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع. أصحاب المحالّ عبّروا عن خشيتهم من تمديد فترة الحظر والحذر التي أمرت بها قيادة اليونيفيل لجميع وحداتها للالتزام بها خوفاً من تعرضهم لهجمات جديدة. من هنا، بدأ الكثيرون يحملون همّ احتمال خفض عديد الوحدة الإيطالية كما قال وزير دفاع إيطاليا. الأوامر لم تقتصر على التزام الثكن وتوقيف الطلعات الخاصة للجنود في أثناء عطلهم، بل تعدّتها أيضاً إلى تخفيف عدد الدوريات الاعتيادية إلى المستوى المنخفض مع إبقاء نقاط المراقبة الثابتة التي يعدّ أبرزها في القطاع الغربي: النقطة التي يتمركز فيها الجنود الكوريون والشرطة العسكرية التابعة لليونيفيل عند مدخل منطقة جنوبي الليطاني بعد حاجز القاسمية، والثانية حيث يتمركز الجنود الإيطاليون في وادي الحجير عند مدخل المنطقة ذاتها لناحية بلدة الغندورية. ومما سيتأثر سلباً بالتفجير، هو تقنين الأنشطة الميدانية لوحدات اليونيفيل وإلغاء بعض ما كان محدداً قبل الحادث. وهو ما يشمل افتتاح المشاريع التنموية وتقديم المنح والمساعدات للبلديات والجمعيات والزيارات الاعتيادية لهم، علماً بأن الآلية المستهدفة تابعة للواء اللوجستي في القطاع الغربي الذي يقوده الإيطاليون لكونهم الكتيبة الأكبر فيه. وكان الجنود عائدين من مرفأ بيروت حيث كانوا يستطلعون عمليات نقل ووصول بضائع وآليات وعتاد خاصة بالكتيبة التي شهدت عملية تسليم وتسلّم الشهر الفائت بين فرقتين. ولكل كتيبة تصل إلى لبنان، لتخدم فيه لستة أشهر، عتاد وتجهيز خاص يصل بمواكب محميّة أمنياً من بيروت إلى ثكن الكتيبة في الجنوب. وكانت حركة مكثفة قد شهدتها الطريق بين صور وبيروت خلال الأسابيع الماضية في هذا الإطار، وهو عادة ما يتم بمواكبة أمنية ميدانية من استخبارات الجيش اللبناني. كما لوحظ أن اليونيفيل في دورياتهم رفعوا مستوى تحسس نظام تشويش لديهم، ما أثّر على الأجهزة الخلوية وشبكات الراديو، فضلاً عن مرافقة دورية للجيش اللبناني لهم لتتقدم الدورية.
وفيما قطع قائد اليونيفيل الجنرال ألبرتو أسارتا عطلته في بلده إسبانيا، وعاد إلى لبنان ليل السبت ـــــ الأحد لمواكبة تداعيات الاعتداء الجديد، حاولت قوات اليونيفيل كسر أجواء الحذر يوم أمس جزئياً، فسيّرت دوريات بوتيرة بطيئة لكنها كانت أكثر مما سجل في اليومين التاليين للانفجار. وحدها الكتيبة الكورية كسرت منع التجول وتوقيف الأنشطة الميدانية ولم تلغ نشاطاً كان مقرراً أمس في مدينة صور. إلا أنه نظّم وسط إجراءات أمنية مكثفة. إلى ذلك، أحال مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس إلى مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني قضية التفجير لإجراء التحقيقات الأولية، حيث يتم الاستماع الى إفادات شهود.