اقتحم شاب مجهول يحمل سكيناً متجراً لبيع الخضار في محلة السوديكو بقصد السرقة فجر أمس، وهدد مالك المتجر العجوز بإعطاءه ما يملك من مال، لكن الأخير رفض الاستجابة لطلبه وقرر مواجهته. شهر سكيناً بوجهه، فهجم الأخير عليه يريد سلبه بالقوّة، غير أن العجوز تمكن من طعن الشاب في صدره. الطعنة دفعت بالشاب إلى التراجع فانسحب ليفرّ على متن دراجة نارية حضر عليها. ظنّ العجوز بأنه نجا بروحه وتغلّب على السالب دون خسائر تُذكر. لكن بعد وقتٍ قصير، ذكرت الوسائل الإعلامية أنه عُثر على جثة الشاب أسامة ش. (مواليد 1986)، مصابة بعدة طعنات سكين في محلة السوديكو وملقاة مقابل إحدى الصيدليات في المنطقة وقرب محل لبيع الخضار. الجثّة وُجدت عند ساعات الصباح الأولى حيث حضرت إلى المكان الأدلة الجنائية لتبدأ التحقيقات لمعرفة ملابسات الجريمة، لا سيّما أنّ حالاً من الهلع سادت في المنطقة على خلفية الجريمة التي كانت تفاصيلها لا تزال غامضة. الغموض لم يدم طويلاً، فقد تبيّن أن القتيل هو نفس الشاب الذي طعنه بائع الخضار، أي المشتبه فيه بمحاولة السلب.تحدّث مسؤول أمني لـ «الأخبار» فذكر أنّ بائع الخضار الذي يناهز عمره الثمانين اقتيد إلى فصيلة الأشرفية للتوسّع معه بالتحقيق. وأشار المسؤول الأمني إلى أن النشرة الجرمية للقتيل تُشير إلى أنّ له سجّلاً حافلاً بعمليات السلب والسرقة، لافتاً إلى أنه قد خرج من سجن رومية مؤخّراً. ورغم أن المسؤول الأمني ذكر تفاصيل تكاد تُثبت تورّط الشاب القتيل بالتهمة المنسوبة إليه، إلا أنّه أصر على عدم جزم ما نُقل لكون التحقيق لم ينته بعد. فجلّ ما تملكه القوى الأمنية مبني على أقوال بائع الخضار التي لا تزال في إطار الادعاءات فقط.
عملية السلب التي حصلت أمس ليست الأولى من نوعها، فحوادث السلب بقوة السلاح تلقى رواجاً في الآونة الأخيرة، لكنها نادراً ما تُسفر عن وقوع إصابات أو سقوط ضحايا. فبحسب ضابط في قوى الأمن الداخلي، فإن الضحايا غالباً لا يُبدون أي مقاومة في وجه المشتبه فيهم خوفاً على حياتهم، لافتاً إلى أن ذلك يُسهم
في التقليل من نسبة تعرّضهم للأذى. أما في الحادثة التي حصلت أمس، فالأمر كان معكوساً بحسب الضابط المذكور، وبحسب التحقيقات الأولية فإن المشتبه فيه هو الذي قُتل بعدما دخل الأخير مهدداً العجوز بالقتل إن لم يستجب لمطالبه.
(الأخبار)