ليل أول من أمس، في منطقة عين الدلبة ـــــ برج البراجنة، وقفت دورية من قوى الأمن الداخلي عاجزة أمام «كلاشنيكوف». تفاصيل المشهد كالآتي: حضرت دورية درك لإزالة إحدى مخالفات البناء. فجأةً، تجمهر عدد من النسوة والشبّان، بل وحتى الأطفال، ووقفوا في وجهها محتجّين. بقي عناصر الدورية في مكانهم. عندها، شهر أحد المحتجّين سلاحاً حربياً رشاشاً من نوع «كلاشنيكوف» في وجوههم، مهدداً بإطلاق النار. إزاء هذا التهديد، المترافق مع الشتائم، انسحبت الدورية، فاستمرت أعمال البناء كأنّ شيئاً لم يحصل. يُذكر أنه بحسب البلاغ الوارد إلى القوى الأمنية، فإن «أحد المشايخ» حرّض الناس على الوقوف بوجه الدورية. أحد أبناء المنطقة قال لـ«الأخبار» إن الشيخ ليس له ارتباط تنظيمي بحركة أمل أو حزب الله، وإن مخالفة البناء تعود إليه، وهو ينوي بناء مسجد أو حسينية. إلى ذلك، أكّد مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن مذكرة بحث وتحر قد سطّرت بحق الشيخ، إضافةً إلى الذين هددوا عناصر الدورية. ويضيف المسؤول: «من المستحيل متابعة كل المخالفات، الوضع بات مرهِقاً، إذ حالما تأتي الدورية وتمنع العمل في مخالفة ما، يشرع البعض في تشييد مخالفة أخرى». يؤكد المسؤول أنه لا حركة أمل ولا حزب الله يعيقان عمل القوى الأمنية في منطقة البرج، لكن بعض أصحاب المخالفات يدّعون أن لديهم انتماءات حزبية باستمرار، علماً أن صاحب المخالفة الأخيرة «لا مونة لأيّ من الأحزاب عليه، فهو فاتح على حسابه». يذكر المسؤول، على سبيل المثال، حادثة حصلت قبل أيام، حيث ادّعى صاحب مخالفة أنه ينتمي إلى حركة أمل، مبرزاً أمام الدورية بطاقة حزبية تؤكد ادعاءه. جرى اتصال بقيادة الحركة بشأن هذا الشخص، فكان الجواب أنه لا غطاء عليه، ويمكن الدورية توقيفه. توجهت دورية إلى حيث يقيم فلم تجده.
لا يبدو أن التهجم على قوى الأمن يقتصر على منطقة دون أخرى. فبحسب بلاغ أمني رسمي، أنه أثناء مراقبة قانونية بناء خيمة من القرميد فوق منزل في منطقة كفرحزير ـــــ أميون، أطل العقيد ف. ز. في الجيش اللبناني من شرفة منزله، وبدأ يشتم أفراد دورية الأمن. أدّى ذلك إلى تجمّع عدد من أهالي المنطقة، فلم يكن من الدورية إلا أن انسحبت بهدوء دون متابعة عملها.