قطّب 15سجيناً شفاههم رفضاً لتناول الطعام. الخطوة تعبير عن التصعيد الذي تبنّاه سجناء في المبنى «د». في المقابل، اختار السجناء الباقون الاستمرار في إضرابهم عن الطعام بطريقة سلمية. وبين الاثنين، برز موقفٌ لافت تمثّل في تعليق سجناء ما يُعرف بـ «لولب الأحداث» اعتصامهم لترقّب وانتظار ما ستؤول إليه الوعود التي قطعها المسؤولون، ولا سيّما كلام كل من الرئيس نبيه بري ووزير الداخلية زياد بارود.
المشهد المنقول يختصر واقعاً يقسم السجناء إلى ثلاث فئات. الفئة الأولى يُجسّدها سجناء موجودون في المبنيَين «ب» و «أ»، وهي فئة المستمرّين في الإضراب عن الطعام سلمياً حتى تحقيق مطالبهم، المطالب التي تناقلتها الوسائل الإعلامية، وأبرزها خفض أمد السنة السجنية من 12 شهراً إلى 9 أشهر، وتسريع المحاكمات. تقابلها فئة ثانية تتمثّل في السجناء الذين يُريدون انتهاج أسلوب عنفي لتحقيق مطالبهم. فبعض هؤلاء الذين ينزلون في المبنى «د» يرون أن التصعيد هو الوسيلة الوحيدة لنيل المطالب وسط حالٍ من الشعور بالرفض والإهمال. هؤلاء لم يكتفوا بإعلان رغبتهم في التصعيد، بل أجبروا زملاء لهم على المضيّ في الإضراب غصباً عنهم. وفي هذا السياق، يذكر رئيس جمعية عدل ورحمة الأب هادي العيّا أن الفوضى تعمّ المبنى «د»، مشيراً إلى أن الوضع الأمني لهذا المبنى بات يُمثّل خطراً. ولفت الأب عيّا إلى أن القوى الأمنية منعت دخول أيّ شيء إلى هذا المبنى، ولا سيما بعد المعلومات التي نقلها سجناء لـ «الأخبار» عن انتشار حبوب الهلوسة وسط نزلاء المبنى المذكور. الأب العيّا شدّد على ضرورة تنبّه السجناء إلى سلمية تحرّكهم الذي تؤيده كافة أطياف المجتمع المدني، محذّراً من مغبة الانجرار إلى الأساليب العنفية التي ستمثّل خطراً على حياة السجناء قبل أي شيء آخر، الأمر الذي عدّه الأب عيّا مرفوضاً في الشكل والمضمون. وتحدّث الأب عيّا عن عدم وجود تحرّك جدي بين المسؤولين لإيجاد حلّ للمشكلة، متسائلاً عن سبب البكاء على الأطلال دون بذل أقصى الجهود لاحتواء ما يجري.
من جهة أخرى، تحدث سفير منظمة حقوق الإنسان علي عقيل خليل لـ «الأخبار» فذكر أن الوضع بات خطيراً في سجن رومية، إذ إنّه بعد استنكار خليل التضييق الذي مارسه العقيد فؤاد خوري عليه أمس، اتّهمه بتحريض السجناء على التمرّد على الضبّاط، كما اتهمه بالتنصت على الضبّاط ونقل ما يقولون إلى السجناء بهدف تهييجهم وتحريضهم على الثورة. السفير خليل استغرب هذا التضييق، ملمّحاً إلى سيناريو يحاول حبكه العقيد خوري لمنعه من دخول السجن لاحقاً، بعدما منعه أمس من دخول المبنى «د». وذكر السفير خليل أن السجناء الذين اتّصلوا به أخبروه عن وجود عدد من حالات الإغماء، علماً بأن كثيرين نُقلوا إلى المستشفى، مشيراً إلى أن سجناء في مبنى المحكومين هددوا بتعليق المشانق إن لم يُنظر في مطالبهم. ووضع السفير خليل تساؤلاً برسم وزير الداخلية زياد بارود عن أسباب الضغوط التي مورست عليه، مستفسراً إن كانت بهدف طمس الحقائق أم إجراءات روتينية مستحدثة؟
من جهة أخرى، تبيّن أن السجناء المضربين عن الطعام في سجن رومية المركزي ليسوا وحدهم. فقد تضامن معهم عدد من سجناء سجن زحلة بعدما بدأوا إضراباً مماثلاً، مطالبين بتحقيق المطالب التي يرفعها السجناء لأنها محقّة.
يشار إلى أن السجناء الذين قطّبوا شفاههم هم: محمد م. فؤاد ا. ماهر ح. عبد الله ح. حسين ح. علي ح. راغب ح. كرم أ. بلال ك. علي م. حسين خ. حسين ن. سعيد ص. ريشار ص.
(الأخبار)



دور سلبي للإعلام؟

يشهد سجن رومية المركزي استنفاراً واسعاً وسط السجناء المضربين عن الطعام. الإضراب المستمر منذ أيام أدى الى نقل عدد كبير من السجناء إلى المستشفى نتيجة امتناعهم عن تناول الطعام. بناءً على ذلك، تحدث مسؤول أمني لـ«الأخبار» متمنياً على الإعلام مراعاة حساسية الوضع داخل السجن للمساعدة في إيجاد حل للمأساة التي يرزح تحت عبئها نزلاء السجن المركزي. وأشار إلى دور سلبي يقوم به بعض الإعلام عن غير قصد يؤدي إلى شحن نفوس السجناء التي لم تهدأ بعد منذ التمرّد الأخير. على سبيل المثال، فقد سجّلت المعلومات الأمنية أنه في المبنى «ب»، أحدث بعض السجناء من آل الشاويش فوضى داخل المبنى المذكور لنحو ربع ساعة على أثر سماعهم بحادثة مقتل شقيقهم خلال مشاهدتهم عرض برنامج تلفزيوني على قناة محلية قبل أن يتم ضبط الوضع.