ما من موضوع محدّد هذه السنة لليوم الوطني للتراث، الذي يُحتفل به في الخميس الثالث من شهر أيار من كل عام. ثمّة برامج متعدّدة نظّمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع الابساد (جمعية لحماية المواقع التراثية الطبيعية والأبنية القديمة) والمؤسسة الوطنية للتراث، عرضها وزير الثقافة في وزارة تصريف الأعمال سليم وردة خلال مؤتمر صحافي في مكتبه في الوزارة.ما يميز الحدث هذه السنة هو أن اليوم الوطني للتراث سيمتدّ على ثلاثة ايام تكون خلالها المتاحف والمواقع الأثرية في أرجاء لبنان مفتوحة مجاناً أمام الزوار من مختلف الجنسيات. وأكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال سليم وردة أن «الهدف من هذا النهار هو نشر الوعي عند الرأي العام اللبناني لأهمية التراث وذاكرة الوطن. وهذه السنة تتميز بأن المناسبة تتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف الأربعاء المقبل، في 18 من الجاري. وعليه سيفتح المتحف الوطني في بيروت أمام الزوار، وفي اليوم التالي يصادف اليوم الوطني للتراث الذي يُستكمل بيومين إضافيين. لكن الجديد هذه السنة هو فتح اربعة مواقع أثرية تشهد حالياً عمليات التنقيب أمام الزوار.
وكان تشديد على الحفريات التي تُنفّذ حالياً في العاصمة، فهناك موقع المدور 2 في منطقة الجميزة (بين مركز الدرك ومستشفى الوردية)، وفي موقع الصيفي 1056 شارع جورج حداد، وفي ساحة رياض الصلح مشروع اللاندمارك، وفي وسط بيروت موقع بلوك 94 (مقابل القاعدة البحرية). وزيارة هذه المواقع الاثرية تسمح للزائرين بالتعرف عن كثب إلى علم الآثار والاطلاع على طرق الحفر المتبعة والاكتشافات، وتغليف القطع وترقيمها وإعدادها للدراسات.
أما عن باقي المناطق اللبنانية، فأتت عملية التوعية على التراث من مهمات جمعية الابساد، التي عرضت رئيستها ريا الداعوق للمناسبة وللجولة الميدانية التي ستُنظّم خلال النصف الثاني من الشهر الجاري على المواقع الأثرية والأماكن التراثية والسياحية. الزيارات ستشمل مناطق راشيا، عكار وجبل لبنان، انطلاقاً من كون الاهتمام بالمواقع الاثرية في المناطق النائية يُجسد جزءاً من ذاكرة هذا الوطن.
ثم عُرض برنامج إحياء اليوم الوطني للتراث كما نظمته الجمعية على النحو الآتي:
18 الجاري زيارة راشيا الوادي وجولة في السوق والقلعة والتعرف إلى الحِرف، ثم التوجه إلى عنجر للتعرف إلى المعالم فيها.
19 منه زيارة زحلة.
20 منه نهار عكاري طويل، تشمل الزيارة موقع تل عرقا الأثري الذي يبرز تعاقب الحقب على ساحل لبنان من 3000 قبل الميلاد إلى الفترة الصليبية، خزان حضارات لشعوب تعاقبت على سكن هذا التل منذ 3000 سنة قبل الميلاد، حتى أوائل القرن السادس عشر. ومن عرقا إلى البيرة والتعرف إلى مسجدها العثماني، ومن ثم إلى دير الآباء الكرمليين ومتحف الطيور والحيوانات والفراشات المحنطة في جوار الدير، ثم حصن آل سيفا في عكار العتيقة مروراً بقرية بينو التي تتميز ببيوتها التراثية القديمة، وتضم محمية طبيعية تحتوي على اعداد كبيرة من الطيور والحيوانات.
وفي بيروت، تنظم مديرة الجامعة الفرنكفونية سينيتا رعد، في 29 الجاري، جولة ميدانية لنحو مئتي طالب جامعي، ينطلقون على دراجات هوائية ليكتشفوا المواقع الأثرية والأماكن التراثية والحفريات المنجزة في العاصمة بيروت، ثم يتوجهون إلى المتحف الوطني، يرافقهم مرشدون متخصصون بالسياحة والتراث.