في حمأة انفلات الأمن وتشتّت النظام منذ منتصف شهر آذار المنصرم في منطقة الزهراني العالقة في دوامة التعدي على الأملاك العامة، وقعت جريمة قتل على هامش انشغال الجميع بخرق القانون الذي تورط فيه أيضاً مَن يفترض أن يفرضوه ويجعلوا منه أمراً واقعاً.بحركة سريعة، أُنهيت حياة المواطن علي عبد الله مروة (مواليد 1955) عند السابعة والنصف من مساء يوم السبت الماضي عند مدخل البستان الذي يملكه في بلدته الزرارية (قضاء الزهراني). التقرير الأمني حول الحادثة يفيد بأن ابن البلدة رضا م. (مواليد 1961) أطلق النار عليه من بندقية صيد فأرداه فوراً برصاصة أصابته في وجهه بمحاذاة أنفه. وفي محيط مكان الحادث الواقع في وادي البلدة على ضفاف نهر الليطاني، سمع عدد من الشبان صوت إطلاق النار فهرعوا باتجاهه ليشاهدوا المشتبه فيه يركض مختبئاً بين البساتين. وبحسب التقرير الأمني، سارع هؤلاء إلى اللحاق به لكنه أبعدهم بإطلاق النار عليهم من البندقية التي كانت بحوزته، فأصاب ثلاثة منهم، أحدهم أصيب في عينه وأُدخل إلى المستشفى للمعالجة.
المصابون ومن كانوا يرافقونهم أبلغوا القوى الأمنية التي حضرت منها قوة بإمرة رئيس مخفر الزرارية المؤهل عبد قعفراني ودهمت البساتين بحثاً عن المشتبه فيه. ولدى اقتراب القوة منه، باغتهم بإطلاق النار عليهم فأصاب قعفراني في وجهه إصابات طفيفة. عندها، وصلت إلى المكان قوة من فصيلة عدلون بإمرة الرائد قاسم بشروش، وتمكنت من إلقاء القبض عليه. ولدى التحقيق معه، تبين أنه مهندس، أصيب إثر عدوان تموز باضطرابات نفسية وعصبية بسبب التدمير الذي طال منزله من القصف الإسرائيلي على البلدة، وتفاقمت حالته بعد هجر زوجته الأجنبية له، فبقي وحيداً وانتقل للعيش في أحد المغاور في وادي الزرارية. وأفاد أقاربه بأن حالة المشتبه فيه استدعت وضعه لفترة في مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعصبية، قبل أن يخرج منه. عاين عدد من العناصر الأمنية المغارة التي يقيم فيها بحثاً عن أدوية أعصاب ومهدئات قد تكون أوصلته إلى تلك الحالة. أما عن سبب قتله الضحية، فأفيد بحسب التقرير الأمني، أنه أطلق النار عليه بعد مشادة كلامية حصلت بينهما إثر سؤال المشتبه فيه للضحية عن سبب وجوده في المكان. يذكر أن الضحية متأهل وله عدد من الأولاد مغتربون في أفريقيا. وكانت قاضية التحقيق في الجنوب رولا عثمان قد تفقدت مكان الجريمة وعاينت الجثة التي نقلها الصليب الأحمر إلى أحد مستشفيات المنطقة.