عيّنت المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري (المعروفة باسم المحكمة الخاصة بلبنان) في 5 نيسان 2011 الصحافي الكندي (من أصل مصري) مارتن يوسف ناطقاً رسمياً باسمها. لا شكّ في أن من حقّ اللبنانيين الاطلاع على خلفية الرجل ومواقفه تجاه قضايا المنطقة، وخصوصاً القضايا التي تتعلّق بالعدالة. «كان مسؤول رفيع في المجموعة الفلسطينية الإرهابية حماس (Palestinian terrorist group Hamas) في زيارة غير معلنة الى دبي» هذا ما ورد في تقرير كتبه الرجل الذي اختارته المحكمة ليكون المتحدّث باسمها، عن تبعات اغتيال الناشط في حركة المقاومة الإسلامية محمود المبحوح في كانون الثاني 2010 في دبي.
نشر التقرير في صحيفة «غلوب أند مايل» الكندية وأعادت الشبكة الكندية للشؤون الإسرائيلية نشره في موقعها على شبكة الإنترنت (http://israelnetwork.ca/cgblog/330/22/Canada-Denies-Arresting-Suspect-in-Death-of-Hamas-Militant.html) في 20 تشرين الأوّل 2010. التقرير يشير الى عدم صحة ما ورد على لسان قائد شرطة دبي العميد ضاحي خلفان تميم من أن مسؤولاً كندياً رفيعاً أبلغه في تمّوز 2010 عن توقيف أحد المشتبه فيهم بالضلوع في جريمة اغتيال المبحوح في كندا. يُذكر أن تميم كان قد أعلن في آذار 2010 أنه سيسعى الى إصدار مذكرة توقيف بحقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعا مدير جهاز «الموساد» الإسرائيلي الى الاعتراف بارتكاب جريمة اغتيال المبحوح في دبي، متوجّهاً إليه بالقول «كن رجلاً واعترف».
يذكر أن يوسف الذي نعت حركة «حماس» بالمجموعة الإرهابية، يتولى اليوم مركزاً كانت قد تولته الفلسطينية الغزّاوية سوزان خان قبل استقالتها في تشرين الثاني 2009 «لأسباب شخصية». صحيح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل وكندا واليابان تسمّي حماس منظمة إرهابية، لكن ليس هناك إجماع دولي على ذلك ولم تحسمه منظمة الأمم المتحدة التي أنشأت المحكمة الخاصة بلبنان بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1757/2007. وصحيح أن المملكة المتحدة وأوستراليا تتهمان الجناح العسكري في حماس، أي كتائب عزّ الدين القسّام، بالإرهاب، غير أنهما تعترفان بشرعية الحركة عموماً. كما أن دولاً مثل النروج تعترف بشرعية حركة حماس وترفض روسيا تصنيفها إرهابية لأنها ترى أن المسؤولين فيها انتُخبوا ديموقراطياً.
يشير الموقع الإلكتروني لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي (Council on Foreign Relations) ناشر مجلّة «فورين أفيرز»، الى أن «حماس» تخصّص ملايين الدولارات لتمويل برامج اجتماعية ومدارس ودور للأيتام ومستوصفات طبية ونشاطات رياضية. إن العمليات العسكرية التي قام ويقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزّة، والتي يدّعي الإسرائيليون وحلفاؤهم أنها تستهدف «تعطيل قدرة حماس على التحرّك كمنظمة إرهابية»، إنما هي استهدفت وما تزال تستهدف البنى التحتية المدنية لقطاع غزّة، بما فيها مراكز الشرطة والسجون ومحطات توليد الكهرباء وضخّ المياه والطرقات والمواصلات والمستشفيات والمدارس والمجمعات السكنية. وبالتالي، فإن إسرائيل تسعى الى تجريد «حماس» من العناصر غير العسكرية لتؤكد اتهامها بالإرهاب. أما مارتن يوسف فكان قد حسم تعريفها بالإرهاب قبل توليه وظيفته الجديدة. فهل يغيّر موقفه بعد وصوله الى لاهاي؟



يتحدّث باسم الغرف والدفاع والقلم


وُلد مارتن يوسف (الصورة) وترعرع في مصر، وعمل صحافياً في الشرق الأوسط وأفريقيا، وكذلك في كندا. وفي السنوات الثلاث التي قضاها في أبو ظبي، عمل مراسلاً لصحيفة «ذا ناشيونال» متخصّصاً في شؤون المحاكم والعدالة. وعمل أخيراً في صحيفة «غلوب أند مايل» وفي وكالة الأنباء الكندية. انضمّ يوسف الى الفريق الإعلامي في المحكمة الدولية الى جانب البريطاني كرسبن ثورولد الذي تولى أخيراً إدارة العلاقات العامة والعلاقات الإعلامية، والفرنسية صوفي بوتو دي لا كومب المتحدثة الجديدة باسم مكتب المدعي العام دانيال بلمار.
وبحسب البيان الرسمي الذي صدر عن المحكمة الدولية، سيكون مارتن، «صلة الوصل مع جميع أعضاء الأسرة الصحافية اللبنانية والعربية».