زحلة| قبل نحو 5 سنوات، أُخلي «مستشفى المعلّقة» الذي يعود تاريخ إنشائه الى أوائل الستينيات من القرن الماضي، وقد تحوّل اليوم الى شبه ثكنة عسكريّة، تشغلها عدة مراكز أمنيّة، تتقاسم في ما بينها أجنحته وغرفه، فيما لم يبق من قديمه سوى عدد من الموظفين يديرون أعمال السنترال ومركزي الترصد الوبائي وتوزيع اللقاحات والرعاية الصحيّة الأوليّة، وذلك بعدما كانت إدارته ومعظم موظفيه وجهازه التمريضي قد انتقلوا الى مبنى المستشفى الحكومي الجديد في شمال مدينة زحلة (مستشفى الرئيس الياس الهراوي الحكومي). في «الحلة» الجديدة، كان أول من شغل قسماً من هذا المبنى ضباط ورتباء وعناصر من فوج التدخل السريع «الفهود» التابع لوحدة القوى السيارة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. الخطوة جاءت بناءً على طلب الأخيرة بعد موافقة وزارة الصحة صاحبة الملكيّة. على ضوء ذلك، جرى أواخر عام 2006 تأهيل نحو 30 غرفة في الطبقتين الأولى والثانيّة، خُصص بعضها مكاتب للضباط والأقلام الإدارية، وأخرى تستخدم لمنامة الرتباء والأفراد. تبع ذلك تحويل سجن المستشفى، الذي كان مخصصاً في ما مضى لعلاج المرضى من السجناء، الى سجن للنساء.
استكمال تحسينات الغرف وممرات الأجنحة التي تشغلها المراكز الأمنيّة لا يزال مستمراً، ويُنفّذ تدريجاً، إن من ناحية طلاء الجدران، أو لجهة متابعة أعمال الصيانة للأبواب والنوافذ.
أما باقي الغرف الموزعة في الطبقة الثانية، فهي خالية إلا من بعض الطاولات والأدوات المكتبية والآلات الطبيّة والأسرّة القديمة.
للجهة الغربية من مبنى «مستشفى المعلقة» يقع مبنى مؤلف من ثلاث طبقات، يشغل الطبقة الثانية منه منذ حوالى 3 سنوات، ضابط وعناصر مكتب إقليمي يرتبط بقسم مكافحة الإرهاب والتجسس في وحدة الشرطة القضائية. أما في الطبقة الأولى، فقد استحدث أخيراً مركز فرعي لأمن الدولة في زحلة، يشغله ضابط وعدد من الرتباء والأفراد، يتبع عملانياً لرئاسة المديرية الإقليمية في البقاع. حراسة المبنى من الخارج وعند البوابة الرئيسية، تقع على عاتق عناصر من «الفهود»، بلباسهم الأزرق الغامق، إضافة الى عناصر من حراسة سجن النساء، تنحصر مهماتهم بحماية مدخله ومحيطه من الخارج.
تحويل المبنى من مركز صحي استشفائي، الى ثكنة عسكريّة تعجّ بالعناصر الأمنيّين والآليات العسكريّة، وسط منطقة سكنيّة مكتظة بالسكان، أمر يبدو أنه لا يزعج أصحاب المنازل والمحال التجارية المحيطة والقريبة من المكان. أحد هؤلاء، فضّل عدم ذكر اسمه، قال لـ«الأخبار»، إن وجود قوى أمنيّة بصورة دائمة، في ظل حراسة مستمرة على مدار اليوم، يدخل الأمان الى نفوس سكان المنطقة. تعود الذاكرة بالرجل الى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حين عمدت إحدى الميليشيات المحليّة إلى احتلال قسم من المستشفى، واستخدام عدد من غرفه لإيواء العشرات من العناصر الحزبيّين المسلحين، ويضيف «طبعاً الوضع الحالي يتناقض كلياً عما كان يجري في تلك الفترة، فالتصرفات الرعناء وغير المسؤولة التي كان يمارسها الحزبيون آنذاك، كادت أن تدفع عدداً من السكان إلى ترك منازلهم، والانتقال الى أمكنة أخرى أكثر أماناً وراحة، وذلك تجنّباً للمشاكل وتفادياً لسماع عبارات نابية وشتائم يتبادلها هؤلاء في ما بينهم، فضلاً عما كانت تتعرض له النساء والفتيات من تحرشات منافية للحشمة». شيء واحد لم يتغيّر بين الأمس واليوم، يقول سكان من المنطقة، وهو «إقلاق الراحة.