تعمل بلديّة جبيل على تعزيز دور الشباب في العمل البلدي، وهي تفعّل حضورهم في المدينة متوجّهة إليهم بعدد من المشاريع والطروحات التي تهمّهم. تنطلق البلديّة لتحقيق ذلك من خلال مبادئ أساسيّة لخّصتها عضو المجلس البلدي نجوى باسيل بـ«ضرورة تمتين العلاقة بين البلديّة والعنصر الشبابي، من خلال تعريف الشباب إلى العمل البلدي في مختلف أوجهه، إضافة إلى جعلهم ينخرطون فيه، ما يسهم في تأسيس نواة جديدة لمجالس بلديّة مستقبليّة». وتشير باسيل إلى أنّ «البلديّة تسعى من خلال تمتين علاقتها بالشباب إلى تلبية طموحاتهم وتطلّعاتهم، ومن هنا ضرورة وجودهم في صلب العمل البلدي. ففي النهاية، البلديّة منهم ولهم».كيف تترجم هذه الطروحات على الأرض؟ يشير زميل باسيل، عضو المجلس البلدي أيّوب برق، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أنّ النشاط الأوّل الذي اشترك فيه شباب جبيل كان عيد الموسيقى الذي أحيته البلديّة في شوارع المدينة في حزيران الماضي. يومها كان «شباب جبيل أبطال المسرح الذي أقيم وسط المدينة. هنا كانت مساحة مجانيّة التقى فيها الكبار والصغار، وانطلقت منها مواهب شابّة في مجالات الغناء والعزف والرقص، فكانت حفلات اشترك في إحيائها شباب جبيليّ، وكانت فرصة برزت خلالها مواهب شبابيّة صاعدة».
كذلك كان للشباب من هواة الرسم والنحت والتصوير فرصة لعرض لوحاتهم ومنحوتاتهم وصورهم في الحديقة التابعة للمركز الثقافي، و«قد أقيم خلال فصل الصيف معرض اشترك فيه عدد من الهواة والمحترفين، وكانت فرصة لإبراز مواهبهم وقدراتهم». وفي هذا الإطار، «تسعى البلديّة إلى تنظيم المزيد من المعارض والنشاطات الثقافيّة، وخصوصاً منها التي تشجّع المواهب الشابة. وهي تسعى أيضاً إلى إقامة حديقة تستقبل الهواة الحرفييّن الناشئين وتعرض أعمالهم دوريّاً، وذلك لتشجيع المهارات الشابّة، إلى جانب العمل على إعادة إحياء حرف على طريق الاندثار، كحرفة الزجاج المنفوخ وغيرها.
لكنّ الأهمّ حالياً هو الدعوة الموجهة من قبل البلديّة إلى الانخراط في اللجان الشبابيّة التي بدأ العمل على إنشائها من خلال تواصلها مع الأحياء السكنيّة والمدارس والجامعات. هذه اللجان ستجمع عدداً من المتطوّعين للعمل البلدي، يرافقون البلديّة في نشاطاتها، ويطّلعون على تفاصيل العمل البلديّ، وعلى كيفيّة الإعداد للمشاريع وسبل تنفيذها. وستكون البلديّة جاهزة للاستماع إليهم، وإلى طروحاتهم بشأن مستقبل المدينة واحتياجاتها، وستكون جاهزة لتنفيذ المشاريع التي يطالبون بها وفق إمكانياتها. وبالتالي، ستكون هذه اللجان مساحة «أخذ وعطاء» بين البلديّة والشباب، وستسهم في بناء شخصيّاتهم وتعزيز مهاراتهم، وهم بدورهم «سيطعّمون» العمل البلديّ بأفكارهم التغييريّة وطروحاتهم الشبابيّة. وقد بدأت البلديّة بالتوجّه إلى طلاب المدارس في جبيل من أجل إقامة مجلس بلديّ طلابي يجمع منتدبين ممثّلين عن مختلف الطلاب، ويعقد اجتماعات دوريّة، ويبدي ملاحظاته ومطالبه ويعرضها على بلديّة جبيل لتأخذها في الاعتبار وتنفّذ ما أمكن منها.
ولأنّ الرياضة تستهوي الكثير من الشباب، لم تغفلها البلدية، فنظّمت يوم الدراجة الهوائيّة، بمشاركة عدد من الأطفال والشباب الجبيليين. وهي تسعى إلى تخصيص يوم في الشهر لهواة الدرّاجة الهوائيّة، كذلك تسعى، بالتعاون مع البلديّات المجاورة، إلى تخصيص طريق ثابتة لممارسة هذه الهواية بطريقة آمنة ومدروسة، «وهي فرصة يتعرّف خلالها الشباب الجبيليّ إلى شوارع المدينة في إطار رياضيّ ترفيهيّ».
تختم باسيل: «البلديّة مؤمنة فعلاً بدور الشباب ... نريد منهم أن يرفعوا صوتهم وأن يعبّروا بفاعلية عن رؤيتهم للمدينة، وأن يشعروا بأنّ المساحة الجغرافيّة التي تجمعنا بهم هي مساحة مشتركة، وهم قادرون على جعلها تشبههم وتعبّر عنهم، فيجهدون حينها أكثر للمحافظة عليها».