حتى مساء أمس، لم تتوصل الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى طرف «خيط» يقود إلى الجهة المحتمل أنها نفذت عملية اختطاف الأوروبيين السبعة من التابعية الأستونية، مساء أول من أمس، على المدخل الشرقي للمدينة الصناعية في زحلة. غرفة عمليات الaطوارئ الأمنية التي يشرف عليها الجيش واستخباراته، بالتعاون مع بقية الأجهزة الأمنية الأخرى في البقاع، لم تستطع تسجيل خرق واحد يفضي إلى تكوين صورة شاملة عن شكل عملية الاختطاف ومضمونها، ولا حتى عن الجهة التي يعتقد أنها أقدمت على هذا العمل، والتي وصفها مسؤول أمني لـ«الأخبار» بـ«المحترفة والمنظّمة جداً»، وأنها «تمتاز بعمل أمني محترف، وليس من السهولة الأمنية حسم الجدل بشأن هويتها من دون توافر معطيات أمنية وحتى سياسية». تابع المسؤول أن الجهود «منصبّة الآن على رسم افتراضي لأكثر من خريطة طريق يعتقد أن منفذي العملية الأمنية الخاطفة والسريعة قد سلكوها قبل تنفيذهم لعمليتهم وبعدها». وكشف مسؤولون أن موكب الخاطفين «سلك معابر وطرقاً بعيدة عن نقاط الرقابة الأمنية الموجودة في المنطقة وعلى تخوم المواقع الفلسطينية العائدة للجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة»، معربين عن اعتقادهم أن «الخاطفين أصبحوا خارج منطقة البقاع الأوسط». الاستماع إلى إفادات شهود عيان متواصل، و«قد يكون هناك أكثر من موكب للخاطفين». وقال مسؤولون أمنيون آخرون متابعون لملف خطف الأستونيين أن الجيش بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي ـــــ فرع المعلومات وجهاز أمن الدولة، أجروا مسحاً أمنيا شاملاً لكافة أنحاء البقاع الأوسط، بما فيها المواقع الفلسطينية العائدة للقيادة العامة، وأنه جرى الاطلاع على تسجيلات كاميرات مراقبة عائدة لمؤسسات تجارية، إضافة إلى مسح جوي أجرته مروحيات عائدة لسلاح الجو اللبناني فوق مناطق مختلفة من سلسلسة جبال لبنان الشرقية في البقاع الأوسط، وأوضحوا أن إحدى الكاميرات تبيّن أنها التقطت مشاهد لموكب «يعتقد أنه للخاطفين عبر مثلث المصنع نحو منطقة راشيا، ولكن هذه الإشارة غير محسومة أمنياً أو ليست دليلاً يعوّل عليه حتى اللحظة». ولفت المسؤولون إلى أن الأجهزة الأمنية المكلفة بمتابعة الملف «أجرت اتصالات سياسية مع مختلف القوى الحزبية اللبنانية والفلسطينية الموجودة في البقاع للاستفسار الأمني، وأن هذه القوى أبدت تعاوناً، معلنة استعدادها للمساعدة في البحث عن المخطوفين الأوروبيين». وكشفت معلومات خاصة بـ«الأخبار» أن اتصالاً أمنياً لبنانياً جرى أمس مع الجانب الأمني السوري لتوفير ما أمكن من مساعدة، ولا سيما أن الأستونيين السبعة غادروا الأراضي السورية بعد ظهر أول من أمس عبر نقطة جديدة يابوس، بعد أن دخلوا سوريا يوم 15 الجاري عبر معبر العبودية.
عمليات البحث الأمنية عن الأوروبيين السبعة وخاطفيهم، رفعت من مستوى القلق الأمني عند مختلف الأجهزة العاملة على أرض البقاع، إذ كشف متابعون لـ«الأخبار» أن عملية خطف الأستونيين حصلت قبل غروب الشمس، في عقر مربع أمني كبير يمتد من رياق وأبلح شمالاً إلى مرتفعات دير الغزال وقوسايا وكفرزبد وعنجر شرقاً، وجنوباً إلى طريق الشام الدولية، وغرباً حتى مرتفعات مدينة زحلة. وأوضحوا أن هذه العملية «الخاطفة والسريعة» وضعت مختلف أجهزة الدولة اللبنانية في «عنق الزجاجة» وأمام امتحان صعب، وأن «المتابعات الأمنية الجارية على مدار الساعة لم تستطع حسم الجدل والتكهنات بشأن الهوية السياسية والأمنية للخاطفين وأهدافهم، وما إذا كانت عصابة منظمة تريد فدية أو ما شابه تقف وراء العملية».
كلف النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي فريد كلاس فصيلة درك زحلة إجراء التحقيقات الأولية في الحادثة.