أسبوع آخر مضى ولا حلول في أفق معالجة تكدّس أكوام النفايات المنتشرة في شوارع قرى منطقة صيدا وساحاتها. فبلدية صيدا متمسكة بقرار إقفال مكبّ النفايات في المدينة أمام قرى المنطقة، داعية بلدياتها إلى القبول بإبرام اتفاق مع إدارة معمل فرز النفايات المنزلية الصلبة في صيدا، تدفع بموجبه 130 دولاراً أميركياً للمعمل بدل الطن الواحد. وهذا ما يتيح للمعمل، الذي أنشئ قبل أكثر من عقد من الزمن، العمل. وهو أمر ترفضه البلديات، وتعدّه ابتزازاً من جانب بلدية صيدا، وخصوصاً أن عدداً من رؤساء البلديات أشاروا إلى اتفاق سابق قضى بدفع 30 دولاراً للطن الواحد متى باشر المعمل عمله، فلماذا يقفزون إلى 130 دولاراً؟وكان أهالي المنطقة قد اعتقدوا، مساء الأحد الماضي، باقتراب التوصل إلى حلّ، مع إزالة شاحنات أكوام نفايات مكدّسة في شوارع عبرا والهلالية، ليتبيّن أن هذه النفايات «هُرّبت» إلى أماكن أخرى في المنطقة، بينها بلدة كفرفالوس التي هدّد أهلها بتنفيذ حركة اعتراضية إذا ما استخدمت أراضي قريتهم مكبّا.
سبب آخر يورده الأهالي لأزمة النفايات، هو السياسة. وقد عبّر عنه محتجون من خلال اللافتات التي رفعوها على جبل الزبالة في عبرا: «الزبالة في خدمة السياسة»، إذ يرى كثيرون أن المشكلة ليست بيئية، بل سياسية بامتياز، وتأتي في إطار الصراع الدائر بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، «صراع لا يبدأ بخلافهم على رئاسة اتحاد بلديات صيدا ـــــ الزهراني، ولن ينتهي بأزمة نفايات الشوارع».
وفي انتظار «عصا موسى»، واصل الأهالي الاحتجاج الذي بدأوه قبل يومين، فقطعوا الطرق ونشروا النفايات في أكثر من مكان، وأضرم آخرون النيران في الحاويات الممتلئة بأكوام النفايات. ويتّهم نسيب حبلي، المقيم في عبرا، بلدية صيدا «بأنها اختلقت الأزمة وسيّستها لتتهرّب من الإجابة عن الأسئلة: أين أصبحت وعودكم الانتخابية بإزالة مكبّ الزبالة؟ وأين ملايين الدولارات التي قلتم إنها صرفت من أجل ذلك؟».
ويقول محتج شارك في قطع الطريق بأكياس النفايات «الشعب يريد إسقاط البلدية (صيدا)، وسنغرق الشوارع بالزبالة». أما إلهام الجردلي، فقد ابتدعت حلاً: «بما أن معظم سكان القرى التي تشهد أزمة نفايات هم من الصيداويين، فما على هؤلاء إلا حمل أكياس نفاياتهم خلال توجههم إلى أعمالهم ورميها في أقرب مستوعب نفايات موجود ضمن نطاق عمل بلدية صيدا».
ومساءً، اعترض عدد من أهالي بلدة البيساريّة (قضاء الزهراني) شاحنتين محمّلتين بالنفايات آتيتين من محيط صيدا، بحسب الأهالي، ومنعوهما من رمي حمولتهما. وكشف الأهالي أنهم تداعوا إلى الطريق العامة بعدما استطاعت خمس شاحنات إفراغ حمولتها خلسة.