صور | يتوقّع أن تفتتح صباح اليوم طريق العين في بلدة الرمادية، بعدما أوعز المدّعي العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج إلى قائد سرية صور الإقليمية بإرسال قوّة أمنية تؤازر لجنة الأشغال في البلدية لفتح الطريق.يأتي هذا التطوّر بعد أسابيع من الخلافات بين أعضاء البلدية السابقة والبلدية الحالية، وصلت إلى حدّ وضع عوائق إسمنتية وصخور كبيرة في الطريق منعاً لإنجازها. هذا ما قاله عضو البلدية فادي بيضون لـ«الأخبار»، موضحاً أن «فريق الأشغال في البلدية، وفي إطار تسهيل المرور في طرقات البلدة، حاول فتح طريق العين الواقعة عند مدخل البلدة لناحية الشعيتية. ولأن الطريق تحاذي عقارات خاصة مملوكة من آل برجي، وهم من فريق البلدية الخاسرة، وضع أفراد منهم عوائق اسمنتية وصخوراً كبيرة في الطريق، وهو ما عرقل وصول أصحاب العقارات الاخرى الى أرزاقهم، علماً بأنه هو المنفذ الوحيد لهم».
وبحسب الكتاب الاحتجاجي الذي أُرسل إلى وزير الداخلية والبلديات، فإن البلدية «بعدما ضاقت بها سبل التفاهم على رفع الردميات والأحجار حبياً، راجعت القوى الامنية والقائمقام والمحافظ، إلا أنها لم تحقق مرادها بفتح الطريق». وبعد صبر طويل وإصرار على فتح هذه الطريق بالذات، طلبت البلدية مؤازرة القوى الأمنية خلال فتحها الطريق. واللافت، بحسب بيضون، أن قائد الدرك في المنطقة والقائمقام «لم يتحركا لتنفيذ المؤازرة التي تستحقها البلدية»، الأمر الذي اضطرهم الى اللجوء للشكوى لدى الوزير الذي وافق على طلب المؤازرة.
وفيما يعبّر فريق البلدية عن دهشته لتواطؤ المؤسسات الرسمية ضدها، يسجّل آخرون تساؤلات عدة عن النوايا الحقيقية تجاه فتح هذه الطريق. وفي هذا الإطار، يشير البعض الى أن الإصرار مردّه إلى أن نائب رئيس البلدية ابراهيم رومية يملك عقاراً في المنطقة ويحتاج إلى شقّ الطريق لكي يصل إليه. تلك الإفادة الخاصة لا ينفيها بيضون الذي يستغرب «حجب حق رومية من الأرض لأنه مواطن في البلدة، وإن كان يشغل ذلك المنصب».
إذاً، الطريق «الأزمة» ستُفتح بقوة الدرك، فأين هي سلطة البلدية التي فشلت خلال تسعة أشهر في تنفيذ إجراء بسيط؟
يوافق بيضون على أن «النكايات العائلية والقلوب المليانة تؤثّر على عمل البلدية، مع ذلك فهي تمكنت من تنفيذ عدد من المشاريع مثل تعبيد طرقات، وتأهيل شبكة الإنارة، ودعم المدرسة الرسمية». مع ذلك، فإن البلدية ذاتها تحمل جانباً مهماً من الاتهامات بالنكايات المماثلة.
في المقابل، رفع أحد أنصار البلدية السابقة عبدو برجي شكوى الى البلدية الحالية من جراء الضرر الصحي والبيئي الناجم عن مزرعة يملكها آل رومية. وبحسب الشكوى، فإن مزرعة الدجاج التي تجاور الأحياء السكنية «تصدر روائح كريهة وتجلب الحشرات، بما يؤذي صحة المواطنين وفقاً لطبابة قضاء صور التي أكّد المراقب الصحي قاسم بيضون، بعد الكشف، أنها لا تتمتع بأدنى مقومات الشروط الصحية والبيئية، فضلاً عن أنها غير مرخصة قانونياً». ومعلوم أن قائمقام صور السابق أوعز الى القوى الأمنية المختصة لإنذار أصحاب المزرعة، التي تتضمن مسلخاً، تمهيداً لإقفالها بالشمع الأحمر. ولأن المزرعة كانت في عهد البلدية السابقة بمواصفاتها المذكورة، كما أن الطريق كانت مفتوحة أيضاً، يخلص الكثيرون إلى أنّ سلسلة الخلافات الرمادية «لا تعدو كونها تصفية لخلافات شخصية ونكايات بين الطرفين».