في 21/12/2007، عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، كان سمير (اسم مستعار) قرب مسجد بين فردان واليونسكو، وقد شوهد وهو يسحب مطرقة «شاكوش» ويباشر كسر زجاج سيارة «هوندا» متوقفة في المكان. في تلك الأثناء، كان رجال دورية تابعة لمفرزة استقصاء بيروت في قوى الأمن الداخلي يراقبون المكان، وذلك بعد حصول عدة عمليات نشل وسرقة وسلب في المنطقة.
لمّا تنبّه سمير إلى رجال الدورية يتوجهون نحوه، استقلّ سيارة أجرة محاولاً الفرار، لكنه لم يفلح، وقد أوقف وضُبطت المطرقة التي كان يحملها.
في التحقيق الأوّلي، اعترف سمير بأنه كان يكسر زجاج السيارة في إطار عملية ينفذها مع شريكين له هما وائل ورواد (اسمان مستعاران)، وأن الشابين كانا سيسرقان السيارة لاحقاً.
وأضاف أنهما يحددان له السيارة المقصودة، وأنهما وعداه بدفع مبلغ مئة دولار إذا نجح في «المهمة» الموكلة إليه. وجاء في أقوال سمير أيضاً أن «الاتفاق» القائم بينه وبين وائل ورواد يقضي بأن يرسلا إليه رسالة خلوية لإعلامه بمكان وجود السيارة المستهدفة، وتتضمن الرسالة رقم لوحة هذه السيارة.
وقال إن عمله لم يقتصر على العملية التي ألقي القبض عليه خلالها، بل إنه استهدف عدداً من السيارات في عمليات سابقة.
في مرحلة لاحقة، غيّر سمير أقواله، وقال إنه كان يريد زيارة خاله في طريق المطار، ولما لم يجده شعر بغيظ، وحاول تنفيس غضبه بكسر زجاج السيارات، وقال إن الأقوال التي أدلى بها في التحقيق الأوّلي انتُزعت منه «تحت الضرب». هذه الأقوال لم تصمد طويلاً، فقد عاد سمير ليعترف أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت بما قاله في التحقيق الأوّلي.
بيّنت التحقيقات أن سمير كان يغلّف المطرقة بالنايلون خلال عملية كسر زجاج السيارات، وذلك منعاً لصدور ضجيج كبير عن عملية كسر الزجاج، فلا يثير بذلك انتباه سكان المنطقة.
لم يتوصل التحقيق إلى معرفة كامل هوية وائل ورواد اللذين ادّعى سمير أنهما حثّاه على كسر زجاج السيارات، وتبيّن أيضاً أن المتهم يعاني من وضع صحي ونفسي غير مستقر.
أخيراً، صدر حكم في حق سمير عن محكمة الجنايات في بيروت، برئاسة القاضي بركان سعد وعضوية المستشارين هاني الحبّال وبسام الحاج، قضى بتجريم سمير بجنايتي المادتين 638/220 و638/220/200، وبإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة به لمدة ستة شهور.