على الرغم من كثرة المشاريع الخدماتية والإنمائية التي نُفذّت خلال السنوات الخمس الماضية في بعلبك والقرى المحيطة بها، إلا أنها لم تلبّ أكثر من 15% من حاجات المنطقة الإنمائية. هذا ما يؤكده رئيس اتحاد بلديات بعلبك بسام رعد. المنطقة التي عانت «الإهمال والحرمان منذ عهد الاستقلال، لم تشهد أي نوع من المشاريع الخدماتية والإنمائية إلا في السنوات الخمس الماضية» يضيف رعد، مقدماً الأمثلة التي تكشف حجم الحرمان «حتى السنة الماضية كانت شبكة طرقات المنطقة بأكملها، العامة والفرعية، بحالة سيئة جداً، فكيف بالمشاريع الكبيرة!».اللامركزية الإدارية التي منحها وزير الداخلية والبلديات زياد بارود للاتحادات «أطلقت عجلة العمل»، بحسب رعد، لافتاً إلى أن «أجندة الاتحاد لجهة المشاريع باتت حافلة بالمواعيد، مع إطلاق يدنا في العمل والتخلي عن النمط الإداري الروتيني». ووعد بأن تحمل الأسابيع المقبلة إعلاناً عن بعض هذه المشاريع، وذلك من خلال استحقاقات إنمائية وخدماتية وسياحية، ستطال بلديات الاتحاد «وينتظر منها أن تنهض بالمنطقة بأكملها، وبما يتناسب مع تاريخ بعلبك التاريخي والأثري
العريق».
رعد الذي يعرض بعض هذه المشاريع، لا ينسى الإشارة إلى المشاكل والعوائق، التي «لم تثن الاتحاد عن العمل بجد للحصول على ما يطلق عجلة الإنماء في بعلبك». وهو ينطلق في كلامه من الإعلان عن اتفاق التوأمة الذي عقد مع مقاطعة «إكسترا مادورا» في إسبانيا، والتي تضم نحو400 بلدية. ويأتي هذا الاتفاق بعد تبادل الزيارات بين الطرفين، «عبّر خلالها أعضاء الوفد الإسباني عن مدى إعجابه بمدينة الشمس وقرى المنطقة، مؤكدين دعم عدد من المشاريع وتمويلها».
بناءً على هذه التوأمة، يكشف رعد عن باكورة الأعمال التي جرى الاتفاق عليها مع الإسبان، وهي مشروع سياحة بيئية يضمّ قرى الاتحاد وقرى أخرى في غربي بعلبك (دير الأحمر، عيناتا، بشوات واليمونة). وهذا يفرض الاهتمام بداية بكلّ الأماكن الطبيعية الموجودة في هذه القرى، (من آثار تاريخية، مزارات دينية، سواء إسلامية أو مسيحية، إضافة إلى مواقع أثرية مغمورة)، والعمل على حمايتها من أيدي العابثين. المرحلة الثانية ستتضمن «إقامة قرى سياحية نموذجية تراثية، في سهول المنطقة، عبارة عن بيوت تقليدية تتوافر فيها الملاعب على اختلافها، إضافة إلى تأمين نوعية الغذاء الطبيعي من المونة البقاعية». المشروع، بحسب رعد، «سينعش المنطقة بأسرها وسيوفّر فرص عمل لأبنائنا، ويعود بالنفع على كل القطاعات، وخصوصاً أن السائح لن يغادر المنطقة بسرعة بعد زيارتها، بل سيمكث فيها أياماً عدة».
وفي إطار التعاون مع الجهات المانحة، يذكّر رعد بمشروع وكالة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي أُطلق نهاية العام المنصرم، خلال المعرض الزراعي للمؤونة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة (UNDP) ودعم كل من بلجيكا وإسبانيا وإمارة موناكو. ويوضح رعد أن اتحاد بلديات بعلبك عضو مؤسس في هذه الوكالة، وهي ولدت نتيجة «جهد كبير بذله بهدف تأمين تمويل للبلديات في البقاع بأكمله (البقاع الغربي ـــ الأوسط ـــ الشمالي)، وبالأخص للمشاريع المقنعة من البلديات، فضلاً عن توفير قروض ميسّرة بفوائد ضئيلة جداً للطبقة المتوسطة وللمشاريع الصغيرة». وفيما قدّمت غرفة التجارة والصناعة في زحلة مكتباً للوكالة، لا يزال مبنى اتحاد بلديات بعلبك حتى اليوم من دون مبنى خاص به، ويجري العمل حالياً على إنجازه مع معرض المنتجات الدائمة في محلة الكيال.
وعن العلاقة بين بلديات الاتحاد، يؤكد رعد أنها «قائمة على أساس التوافق والإجماع على المشاريع بما يؤمن العمل الإنمائي لقرى الاتحاد». ويعدّد بعض المشاريع، بدءاً من بلدة دورس، حيث سيوضع قريباً الحجر الأساس لمبنى خاص بمعهد العلوم التطبيقية في الجامعة اللبنانية، بالاشتراك مع جامعة CNAM الفرنسية، والتمويل من الاتحاد وبرنامج الأمم المتحدة (UNDP). أما القرى الأخرى فلم تحرم من مشاريع تنموية كما يؤكد رعد، «هناك قرارات اتخذت لإنشاء مسبح للعموم في مقنة، وتعبيد وتأهيل لطرقات بلدة يونين وملعب لكرة السلة وقاعة عامة في حوش تل صفية، فضلاً عن مبنى لبلدية إيعات. أما حملة التشجير التي ستبدأ خلال أسبوعين فستبلغ كلفتها 200 ألف دولار، بدءاً من بلدة حوش الرافقة، وصولاً حتى يونين».
ولا ينسى رعد أن يذكّر بـ«حلم إنشاء مدينة صناعية في بعلبك» الذي لم يغب عن مخطّطات الاتحاد، لافتاً إلى أن الأوراق الرسمية للمشروع أُنجزت، ويجري الإعداد حالياً للتلزيم والبدء بالتنفيذ.
وإذا كان الاتحاد قد شرع في تنفيذ المشاريع المذكورة، إلا أن ثمة عوائق كثيرة تواجهه، لجهة «عدم إقدام البلديات المنتسبة على المساهمة بنسب مالية جيدة للاتحاد»، كما يشير رعد، عازياً ذلك إلى «اللاوعي الحاصل بحق قدرات الاتحاد، مشدداً على أن المشاريع التي سينفذها الاتحاد ستضيء على قوته ومقدرته وستحفز على الانتساب وزيادة المساهمات المالية».
أما المشكلة الكبيرة التي لم يتمكن اتحاد بلديات بعلبك من إنجازها على مدى السنوات الخمس الماضية، فهي معمل فرز ومعالجة النفايات. فعلى الرغم من تأمين التمويل للمشروع، إلا أن «الموقعَين اللذين اختيرا للمعمل رُفضا سواء في بريتال، أو في المنطقة الممتدة بين نحلة ويونين». وأعاد رعد سبب رفض بعض الأهالي إقامة المعمل إلى «عدم توافر المعرفة لدى الأهالي بمدى النفع الذي سيعود به المشروع على المنطقة بأكملها. هذا المشروع يفترض أن ينقذها من الجريمة الصحية والبيئية التي ترتكب يومياً في أعالي كل بلدة وقرية»، مستطرداً أن «الاتحاد لم يتخلّ عن المعمل وسيسعى جاهداً إلى إيجاد المكان المناسب لمعمل فرز النفايات ومعالجتها».
اتحاد بلديات بعلبك يضمّ بين ثناياه سبع بلديات فقط، وذلك على الرغم من أن المحيط المجاور للاتحاد يضم عدداً كبيراً من البلديات. رعد لفت إلى أن «قلوبنا وأيدينا مفتوحة للجميع، ومشاريعنا ستؤكد سعينا إلى توفير الخدمة للجميع، وأبرز دليل على ذلك المشاريع التي سيبدأ العمل بها كالوكالة وشبكة القرى السياحية النموذجية».



ابتداء من 2005

لم تنضوِ البلديات في محافظة بعلبك الهرمل، في اتحادات، إلا ابتداءً من عام 2005. وهو تاريخ تأسيس اتحاد بلديات بعلبك، الذي يضمّ سبع بلديات فقط، هي:
بعلبك، دورس، حوش تل صفية، مقنة، يونين، إيعات ونحلة.
اتحاد بلديات غربي بعلبك، أنشئ بدوره نهاية عام 2005، يضمّ البلديات الآتية: شمسطار ـــ غربي بعلبك، حوش سنيد، قصرنبا، تمنين التحتا، تمنين الفوقا، بدنايل حوش الرافقة، جبعا، حدث بعلبك، طاريا وحزّين.
أما اتحاد بلديات شرقي بعلبك، الذي تأسس عام 2006، فهو يضمّ بلديات: سرعين الفوقا، سرعين التحتا، خضر، خريبة، النبي شيت وجنتا.