كان المشهد مقلقاً قبل ظهر أمس في المنطقة المحاذية لبرج المر، أي في شارع سبيرز. رجال يحملون أسلحة، بعضهم بلباس حربي، وآخرون بلباس مدني، كانوا هناك وسط دواليب تُحرق، وأطفال يحيطون بهم. فجأة ظهر هؤلاء. وقد أُحرقت الدواليب بكثافة، ما أثار موجة من الدخان الكثيف.دبّ القلق في المنطقة. السكان الذين يعيشون في البيوت المطلة أو القريبة على المكان لم يخفوا خوفهم. كانوا ينادون أبناءهم للعودة سريعاً إلى المنزل. المارة رووا أنهم شهدوا ما يذكّر بحادثة بوسطة عين الرمانة.
أما الأكثر ذعراً فكانوا سائقي السيارات.
كان هؤلاء حين يقتربون من المكان ويرون المنظر من دواليب ورجال ببزات عسكرية أو أمنية، يغيّرون مسارهم، ويعودون أدراجهم، وهم يقودون السيارات إلى الخلف.
انتشرت شائعات كثيرة، خلال فترة وجيزة، ولكن الشائعة التي لاقت الرواج الأكبر، هي تلك القائلة إن المنتشرين ومنفّذي حرق الدواليب هم من عناصر حركة «أمل»، وعُدّ الأمر بمثابة «بروفة» ضد من يريد أن يقف في وجه الخيار السياسي للمعارضة. الشائعة تطورت وكبرت ككرة الثلج، حتى ذهب البعض إلى القول إنها خطوة ضمن خضّات أمنية استعداداً للاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية.
حضرت قوة من الجيش إلى المكان، وفق ما روى لـ«الأخبار» شهود من المنطقة، وأوقفت الموجودين في المكان ليتبيّن أنهم طلاب في كلية فنون تابعة لجامعة خاصة، وأنهم يصوّرون مشهداً من فيلم روائي، أي إن العملية ليست سوى تمثيلية طالبية. وقد أكد منفّذو المشهد من ممثّلين ومصوّرين ومخرج أنهم استحصلوا على إذن خاص لتصوير المشهد. وفي هذا الإطار، يُذكر أن آلية للجيش تتوقف في المكان عادة.
من جهة أخرى، أبدى سكان المنطقة استغرابهم لأن المشهد جرى تصويره من دون إعلامهم بالأمر، ومن دون وضع أية لوحة توحي بذلك. كذلك لم تقفل الطريق خلال عملية التصوير، ولم يتنبّه السكان إلى وجود كاميرا. بعد أخذ وردّ، أُعلم الناس بأن ما يجري تمثيلية، وقد أكمل المعنيون عملية التصوير.
أخيراً، لفت بعض من شهدوا هذا الحادث إلى أن الذعر الذي انتشر بسرعة، يمثّل مرآة لحالة القلق التي يعيشها اللبنانيون في هذه الفترة. وما الشائعات التي انتشرت بسرعة كبيرة إلا دليل على التوتر والانقسام الحاد القائم بين اللبنانيين في هذه الفترة بالذات.
(الأخبار)