في السياق نفسه، تناقلت مواقع إخبارية إلكترونية خبر الحادثة، فذكرت «أنه أثناء إقدام أحد مرافقي مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في محلة تلة الخياط في بيروت، على تنظيف بندقيته الحربية، انطلق منها أثناء تقليبها عياران ناريان عن طريق الخطأ، ما أدى إلى إصابة زميله المجند يوسف شبقلو في صدره، وقد توفي على الأثر». وأكّدت المواقع المذكورة ما جاء في بيان قوى الأمن عن أن الحادث أدى الى جرح أحد الحراس المدعو محمد راسم النويري. وفي الإطار عينه، أكّد مسؤول أمني لـ«الأخبار» صحّة الوقائع المنقولة، لكنه لفت إلى أنّ هناك جريحين لا جريحاً واحداً. وأشار إلى أنه إضافةً إلى الجريح المدني راسم النويري، هناك جريحٌ آخر من قوى الأمن الداخلي من آل الصايغ.
وفي تعليق على الحادثة، أكّد المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في دار الفتوى الشيخ خلدون العريمط لـ«الأخبار» قدرية الحادثة، مستغرباً الجلبة الإعلامية التي أُثيرت حيالها. وذكر الشيخ العريمط أن المفتي قبّاني كلّفه ووفداً من العلماء بزيارة منزل عائلة الشهيد المجنّد يوسف شبقلو في محلّة طريق الجديدة، حيث اتُّفق على أن يجري الدفن في مقبرة الشهداء ظهر أمس (اليوم)، لافتاً إلى أن الوفد المكلّف قصد مستشفى الجامعة الأميركية لرؤية جثّة الشهيد وزيارة الجريحين اللذين أصيبا في الحادثة.
إذاً، لقد بات التوتّر العام المشحون باستمرارِ الأزمة السياسية في البلاد أرضاً خصبة لنمو الشائعات وانتشارها أسرع من البرق، وذلك يعني أن الجميع بات حاضراً للآتي، الذي يُرجى ألّا يكون أعظم.
تدابير أمنية استثنائية
يلاحَظ أنه في زمن الأزمات تزدهر الشائعات. وفي بلد الأزمات تترافق الشائعات مع توتّر أمني يصل إلى حدّ شلل مرفق أو مرافق. بناءً على ذلك، أصدرت قيادة الجيش بياناً ذكرت فيه أنه في إطار مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار، ومكافحة الجرائم المنظمة على أنواعها، وسعياً إلى طمأنة المواطنين في ظلّ ما يتداوله البعض من شائعات غير صحيحة، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في كل المناطق اللبنانية، ولا تزال، تدابير أمنية استثنائية، شملت إقامة حواجز ثابتة ومتحركة، وتسيير دوريات مؤللة وراجلة، إضافةً إلى تركيز نقاط رصد ومراقبة. وقد صدر البيان، ولا سيّما بعد ما جرى تناقله عن انتشار جنود من الجيش قرب فندق الحبتور، والشائعات التي رافقت ذلك عن توقيف عشرات الأجانب.