تبنين| جريمة خطف مسلّح، حدث للمرّة الثانية للأسرة عينها في بلدة تبنين الجنوبية. أقدم شبّان مسلّحون الساعة الحادية عشرة والربع ليلاً الى أحد أحياء البلدة القديمة، في مكان يبعد عشرات الأمتار عن السرايا الحكومية. دخلوا عنوة الى منزل العبد علي عون (70 عاماً) بعد خلع الباب، ومن ثمّ التهجّم على زوجته، وضربها بمسدّس حربي وتلثيمها وربط يديها بواسطة عيدان بلاستيكية، تستخدم عادة لربط المساجين، ثم ربط رجليها بلاصق بلاستيكي.
زوجة المخطوف قالت «لقد ربطوا زوجي بعدما ضربوني على رأسي ثلاث مرّات بمسدّس حربي، وقالوا لي المرّة المقبلة سنمسحكم مسحاً بلهجة بعلبكية»، وأضافت «كان عددهم كبيراً، قد يكونون سبعة أو عشرة أو أكثر. فرّوا هاربين بسياراتهم بعد خطف الزوج». فيما قال أهالٍ من تبنين إنهم شاهدوا سيارتين: الأولى بي أم (X5) والثانية مرسيدس، وكانتا تمران بسرعة جنونية، ويعتقد أنهما تقلان الخاطفين.
يُرجح أن يكون الحادث مرتبطاً بخلاف مالي بين الخاطفين ونجل المخطوف م. عون، ويقول شقيقه مصطفى «كان قد استدان منهم مبلغاً مالياً، لكنّهم يحاسبوننا نحن». هذا الشقيق البالغ من العمر 20 عاماً تعرض للخطف في شهر رمضان الماضي. قال «لقد حضروا حوالى الساعة الثالثة ليلاً وكنت عائداً الى منزلي، فوجدتهم أمام المنزل فقيّدوني ووضعوني في سيارة وانطلقوا بي الى منطقة البقاع، وكانوا ينقلونني من قرية الى قرية كل يوم، الى أن تدخّلت جهة سياسية لإطلاق سراحي».
أسرة عون تعرف عدداً من الخاطفين جيداً وتعرف أسماء المشتبه فيهم، اثنان منهم من عائلة ك. ومن بلدة تلّ الأبيض.
إذاً، لقد شهدت تبنين عملية خطف عجوز لأن ابنه استدان مالاً، والأخير فرّ من البلدة قبل نحو شهر، ومن بين مدينيه اثنان من آل ك. المرجّح أنهما شاركا في عملية الخطف الأخيرة». ويعمل م. عون بالتجارة في محل في بلدة بيت ياحون، وبحسب مسؤول أمني فإن «زوجته أوقفت قبل ثلاثة أشهر في مخفر عين إبل بجرم شيك بدون رصيد وقد أطلق سراحها في ما بعد.
متابع للقضية قال إن «المبلغ المالي المطلوب من م. عون كبير ويزيد على 300 ألف دولار، والمتهمون بالخطف ينتمون الى عشيرة كبيرة وعجزت القوى الأمنية عن ملاحقتهم وتوقيفهم».
بعد عشر دقائق من حادثة الخطف الأخيرة، أبلغت القوى الأمنية بحسب زوجة المخطوف، التي قالت إن «الدولة وأجهزتها الأمنية لم تفعل لهم شيئاً حتى الآن، رغم علم الأجهزة بأننا مهدّدون، والمجرمون كانوا يترددون دائماً الى البلدة، ودخلوا منزلي فجأة بعد خلع الباب. وبعد ذهابهم أقفلوا الباب وكسروا المفتاح وسرقوا الهاتف الخلوي الذي كان بجانبي، ولم تستغرق عملية الخطف أكثر من 5 دقائق، ومن ثم حاولت فكّ قيودي فاستطعت إزالة اللاّصق عن فمي وبتّ أصرخ الى أن حضر الجيران مع ولدي مصطفى، لقد كانوا يريدون خطف ابني فوجدوا زوجي المريض الذي يحتاج الى دواء دائم، هو لا يعرف اسمه أصلاً، ومصاب بداء الزهايمر». وتذكر الزوجة أن من بين الخاطفين «رجلاً يرتدي بزّة عسكرية، نعرفه جيداً ونعرف اسمه ويدعى ب. ك. وهو عسكري متقاعد»، ويؤكّد ذلك مصطفى الذي قال «إن العسكري المتقاعد شارك في خطفي وقد تقاعد قبل خطفي بثلاثة أسابيع، والخاطفون الذين نعرفهم أقفلوا هواتفهم الخلوية ولا اتصال معهم حتى الآن»، وتضيف الزوجة إنه «قبل يومين من حادثة خطف زوجي، حضر عدد من الخاطفين الى أمام المنزل وطلبوا رؤيتي فقلت لهم لا أستطيع فعل شيء». ويقول أقرباء المخطوف إن «بعض الخاطفين كانوا يتردّدون الى البلدة، وقد رأيتهم قبل أيام هنا، ولم تفعل الأجهزة شيئاً للقبض عليهم»، لكن مسؤولاً أمنياً أوضح لـ«الأخبار» أن «الخاطفين ينتمون الى عصابة، وهؤلاء من الصعب القبض عليهم، وقد حضرت القوى الأمنية الى مكان الحادث بعد علمها بعملية الخطف ونظّمت محضراً لا يزال مفتوحاً حتى الآن، ونقوم بما يجب فعله، وقد أبلغنا النيابة العامة والجهات الأمنية المختصة».


لقطة

تناقلت الألسن خبراً عن اختطاف فتاة قاصر. الخبر المتناقل أثار جوّاً من الهلع باعتبار أنه ترافق مع حادثة مشابهة بعد اختطاف شاب من تبنين بقوّة السلاح، لكن ملابسات الحادثة ما لبثت أن بدأت تتبيّن، إذ اتّضح أن الفتاة ذهبت بملء إرادتها. وكانت المواطنة هنادي ك. (35 عاماً) قد ادّعت لدى فصيلة ميناء الحصن عند حوالى الساعة العاشرة أوّل من أمس، بأن مجهولين اختطفوا ابنتها القاصر ر. د. (15 عاماً). وفور تلقي البلاغ بدأ عناصر قوى الأمن التحريّات ليتبيّن أن الفتاة القاصر غادرت منزل ذويها بعد خلاف مع عائلتها قاصدة صديقها حسين ي. الذي اصطحبها إلى منزل والدته لتقضي يومها لدى عائلته. وعلمت «الأخبار» أن شقيق حسين اتّصل بعائلة الفتاة ليخبرهم أن شقيقه أحضرها لتبيت عندهم إثر الخلاف الحاصل. وقد نفى مسؤول أمني لـ«الأخبار» ما أُشيع عن مسألة الاختطاف، مشيراً إلى أن أهلها كانوا على اتصال معها طوال فترة غيابها.