طرابلس ـــ طرأ تطور لافت في قضية التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات حادثة إطلاق قنبلة ليل السبت ـــ الأحد، في باحة مبنى يسكنه فيصل عمر كرامي في طرابلس والتي أدت إلى سقوط جريحين، وذلك بعدما تمكنت القوى الأمنية أمس من إلقاء القبض على شخصين مشتبه فيهما، هما م.ق. و ن.ف. حيث جرى اقتيادهما فوراً إلى سرية درك طرابلس قبل مباشرة التحقيقات معهما.وأفادت المعلومات الأولية بأن الشخصين المشتبه فيهما أوقفا قبل ظهر أمس في محلة أبي سمراء في طرابلس، بعد شبهات عدة دارت حولهما نتيجة تكثيف التحريات التي أجرتها القوى الأمنية طوال الساعات الماضية وأدت إلى تعقبهما وتوقيفهما في نهاية المطاف. وفي ظل تكتم شديد في المعلومات بشأن كيفية إلقاء القبض عليهما، اكتفى مسؤول أمني بالتوضيح لـ«الأخبار» أن «كل التفاصيل سنعلنها لاحقاً بعد أن نستكمل عملنا وتحقيقاتنا».
وفي أول تعليق له على الحادثة، أوضح فيصل كرامي لـ«الأخبار» أن «ما حصل تطوّر هام جداً، وأن خيوط الجريمة بدأت تتضح وستظهر نتائجها قريباً»، مفضّلاً التريّث في التعليق على التطورات في هذا المجال أو كشف المزيد من المعلومات «بانتظار انتهاء التحقيقات».
وجاء هذا التطوّر بعدما كثفت القوى الأمنية تحرياتها، غداة اللقاء الأمني الموسّع الذي عقده النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي عمر حمزة مع كرامي الأب والابن أول من أمس، والذي أبدى فيه كرامي الأب ملاحظاته على أداء الأجهزة الأمنية في السابق، معتبراً أن «تلهّيها بقضايا أخرى لا تمتّ بصلة إلى اختصاصها وعملها، هو الذي أدى إلى تفلت الأمن في المدينة والبلاد بهذا الشكل». وكان فيصل كرامي قد أكّد قبل تبلّغه بهذا التطور، خلال استقباله ووالده الرئيس عمر كرامي وفود المهنئين، أن «استمرار الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها للتوصل إلى إشارات تكشف هوية المعتدين»، مشيراً إلى أنه «علمنا أن الأجهزة المختصة حوّلت القضية إلى القضاء العسكري لكون الجريمة تمسّ بأمن الدولة، وهي فعلاً تمسّ بأمن البلد وأهله».
ورأى كرامي أن «إلقاء قنبلة على منزلنا ليس فقط استهدافاً لنهج الرئيس كرامي ودوره ومواقفه الوطنية، بل استهداف لأمن واستقرار طرابلس والشمال ولبنان، وهذا العبث بالأمن ومحاولات الترهيب لن تخيفنا ولن ننجرّ إلى ما يريدون، وسنبقى كما كنا دعاة السلام وسنبقى ثابتين على مواقفنا ولن ننجرّ إلى مواجهة مع أحد، ولا سيما أن كل الأطراف استنكرت وأبدت تضامنها وتعاطفها معنا».