يتعلق سر تميّز مذاق رب الفليفلة الحارة على الطريقة الأرمنية عن سواها من المقبلات «بسر اختيار الفليفلة بالأساس»، تقول ماري تشابريان. فالطعم الحاد الذي تتميز به الـ«بيبار شور» يعود إلى اختيار السيدات الأرمنيات «للفليفلة الحلبية بحجميها العريض والرفيع التي يتراوح طعمها بين المتوسط والحار جداً».هذه الخلطة هي ميزة البيوت الأرمنية، ويكاد لا يخلو منزل في بلدة عنجر من أوعية «الشطّة» الحادة الطعم التي لا تشبه «الشطات الموجودة في السوق».
ولهذا التميز طريقة في الصنع. وهنا، تشير أم موسى إلى أن الطريقة الرائجة حالياً تبدأ «بقطف قرون الفليفلة الحلبية الخضراء العريضة الناضجة والشديدة الاحمرار، ومن ثم غسلها جيداً وتقطيعها إلى 4 أجزاء، ووضعها في إناء معدني وغمرها بالمياه مع إضافة مقدار كلغ ونصف من الملح لكل 10 كلغ فليلفلة خضراء». بعد وقت من «التنقيع، تغلى المكوّنات لفترة ساعة تقريباً، وترفع بعدها عن النار وتعصر في مصفاة ويعمل على نزع القشرة الخارجيّة والبذور الصغيرة عنها». وبعد فرم الكمية المسلوقة إما بواسطة الآلة البدائية لهرس الحمّص أو باستخدام الآلات الكهربائية «يعاد غلي الكميّة مجدداً لفترة تكفي لتبخّر السائل منها، على أن يستمر تحريك الخليط بواسطة ملعقة خشبيّة طوال فترة الغليان حتى تأخذ المواد شكل العجين، يصار بعدها الى تجفيفها من خلال تعريضها لأشعة الشمس لعدة أيام، ويمكن تعبئتها بأوان زجاجيّة تضبط فوهاتها جيداً، على نحو لا يسمح بتسرب الهواء الى الداخل طوال مدة التخزين، أو حفظها بأكياس من النايلون ووضعها في البراد».
وعن كيفيّة تحضير شطة الفليفلة الحارّة بالكزبرة والثوم، توضح تشابريان «أن العملية تتم وفقاً للطريقة الآنفة الذكر، على أن يضاف إلى الكمية نفسها مقدار 4 غرامات من الثوم المهروس، وكبايّة من ربّ البندورة وربطتي كزبرة مفرومة». وفي كلتا الحالتين «نحصل على حوالى كلغ ونصف من ربّ الفليفلة من أصل 10 كلغ فليفلة خضراء طازجة»، تتابع. وتستخدم شطة الفليفلة الحارّة كمقبلات لمعظم المأكولات، مثل الكبّة النية واللحمة المشويّة والكباب الحلبي، والدجاج وبعض أصناف السلطات وغيرها من الأطباق اللبنانيّة، ويمكن بحسب الرغبة تناولها «وحدها بسندويشات»، مع إضافة النعناع إليها.
وتعدّ الفليفلة الحارة بجميع أنواعها وسيلة مساعدة في الهضم، كما تعيد للشرايين والأوردة الدموية مرونتها وتنظم ضغط الدم وتقوي نبضات القلب وتخفض نسبة الكولسترول في الدم وتوقف النزف وتساعد في ترميم الأنسجة التالفة وتخفف من آلام التهاب المفاصل والروماتيزم. وكلما اشتد احمرار الفليفلة زادت كميّة الفيتامين أ فيها.