انتظر علي حبيب أحمد (كفررمان) ست سنوات، حتى يرى شجرة الكيوي تحمل ثمراً. كان قد وصل إلى مرحلة اليأس، وظنّ أن الشجرة «المعرّشة» التي غرس منها نوعين ـ ذكراً وأنثى ـ لن تؤتي أكلها «إلى أن رأيت الحبات السمراء تتدلى منها». أحمد زرع فاكهته الجديدة على ارتفاع 500 متر. ومثله فعل إبراهيم سلامة، فالأخير زرع شجراته في سهل الميذنة، شرق بلدة كفررمان، عند منخفض يراوح بين 400 و450 متراً. لكن يأس سلامة كان أكبر، فقد انتظر ثماني سنوات كي يرى ثمار أشجاره، التي «ظلت تزهر على مدى عامين متتالين، فظننت أن الزهر سيعقد، وبين اليأس والتمهل بالإنتظار رأيتها أخيراً».سلوك هذه الفاكهة الغريبة عن الأرض الجنوبية درب النجاح بعد الانتظار، شجع عدداً من المزارعين أو أصحاب البيوت على غرسها، لأن سمعتها «الغذائية» كانت قد سبقتها، رغم ارتفاع سعرها في بعض المواسم أو الفصول، لا سيما المستورد منها.
تعتبر حبات المواسم الأولى صغيرة مقارنة مع حبات السوق، «فبعضها أصغر من حبة الجوز، وبعضها الآخر متوسط، رغم أنني أرويها بشكل منتظم وكاف وأرعاها طوال فصول السنة، إلا أنني لم أحصل على حجم حبة المستورد»، يقول سلامة.
يؤثر أحمد ومثله سلامة «تقشير الكيوي وتقطيعها الى حلقات وتناولها طازجة». والسبب أنه «في ذلك متعة للنظر، إذ تبدو من خلال دوائرها البلورية وبذورها السوداء، مغرية جداً، فتصل إلى القلب قبل المعدة، هذا فضلاً عن مذاقها الرائع ورائحتها الشهية، فتجدها تخاطب الحواس جميعها خلال تناولها»، يقول أحمد.
وثمة طريقة أخرى لتناولها، فمحمد، ابن أحمد، مثلاً، يقطعها «من الوسط وأتناول اللب بالملعقة، وهذا مزاج، لكن بشرط أن تكون ناضجة جداً». أما بالنسبة لاستخداماتها، فيمكن تقطيعها وإضافتها إلى سلطة الفاكهة مع التفاح والموز والفريز والعسل.
بعيداً عن لذة طعمها ورائحتها، فإن للكيوي قيمة غذائية عالية شجعت على تناولها وزراعتها. فهي مصدر جيد للألياف الغذائيَة التي تساهم في خفض مستوى الكوليسترول في الدم، ما يخفف من خطر الإصابة بالجلطات القلبية ومرض تصلب الشرايين. وتحمي كذلك من الإصابة بسرطان القولون. فضلاً عن مهمة تنظيم مستوى السكر في الدم خصوصاً عند مرضى السكري.
وقد ذهل الباحثون والعلماء بهذه الثمار، اذ اكتشفوا قدرتها على حماية مادة الـ«دي. إن. أي» داخل نواة الخلية الإنسانيَة. ورجحوا أن يعود ذلك لإحتوائها على فيتامين ج. ويعد الكيوي أغنى من البرتقال في محتواه من الفيتامين ج. كذلك يعتبر مصدراً لفيتامين ه والبوتاسيوم والماغنيسيوم والنحاس والفوسفور.