أبرزت صور وتقارير على الإنترنت أن جنود الجيش السوري دخلوا إلى قلعة حلب التي تعرض مدخلها لقصف مدفعي أدى إلى تحطم اللوحة التي تحمل اسمها. وأبرزت صور وأفلام قصيرة عرضتها مجموعة «الآثار السورية في خطر» على الفايسبوك كيف أن القصف المدفعي يطاول أرجاء القلعة، وقد مزقت القذائف بابها الحديدي، فيما دمرت جدران المدخل. الأضرار الخارجية على القلعة باتت واضحة، لكن دخول الجيش إليها هو أخطر ما يحدث لها؛ لأن ذلك سيحولها من موقع أثري في مركز استراتيجي إلى مركز قتال. وهذه القلعة مصنفة من قبل منظمة اليونسكو منذ 1986 على لائحة التراث العالمي لما تختزنه من آثار ولأهميتها كشاهد على تاريخ المنطقة. لكن في الحروب الداخلية يستحيل تطبيق التشريعات الدولية.
وكانت المنظمات العالمية المعنية بحماية التراث مثل الـICCROM والـUNESCO قد أصدرت بيانات توضح الخطر المحدق بتاريخ المدينة من جراء الحرب الجارية، مطالبة بالرأفة بالسكان أولاً وبالتاريخ.
وأهمية حلب تكمن في أن المدينة تقع على مفترق طرق تجارية متعددة منذ الألف الثاني قبل الميلاد، وكانت مركزاً مهماً عبر الزمن. كذلك فإنها حافظت على نسيجها العمراني الذي يعود في بعض الأحياء إلى القرن الثالث عشر. ويعتبر متحف حلب أهم ثاني متحف في سوريا، ولا يزال مصيره مجهولاً تماماً.