الشاهد المقنّع TF2-016 المنتسب الى برنامج حماية الشهود في المحكمة الدولية الخاصة بسييراليون، أكّد يوم 1 آذار 2005 أنه كان موجوداً في مسرح الجريمة اثناء وقوعها، لكن عندما واجهه محامو الدفاع بأدلة تشير الى غير ذلك، اعترف بأنه لم يكن في المكان، لكنه حضر اليه بعد وقوع الجريمة.
وفي المحكمة الجنائية الدولية لسييراليون «شاهد» آخر ادعى أنه كان موجوداً في مسرحين لجريمتين وقعتا في الوقت نفسه، حيث إن «الشاهد» المقنّع TF1-33 الذي استدعي الى جلسة المحكمة المنعقدة في 11 تموز 2005 منتحلاً صفة الضحية (درع بشري) أدلى بافادات تشير بوضوح الى محاولة لـ «فبركة» الحقيقة. سأله وكيل المتهم سانتيغي بوربور كانو، المحامي أجيبولا مانلي سباين:
«حضرة الشاهد، سألتك هذا الصباح اذا كنت قد تلقيت تدريبات عسكرية ونفيت ذلك.
«الشاهد» TF1-33: نعم.

■ مانلي سباين: لكنك قدمت أدلة عسكرية عن المعارك، اليس كذلك؟
TF1-33: نعم.

■ مانلي سباين: هل شاركت في أي معارك؟
TF1-33: حسناً...

مانلي سباين: أجب بنعم أو لا.
TF1-33: عندما كنّا في دوريات...

■ مانلي سباين: هل شاركت في أي معارك؟
TF1-33: خلال الدوريات، نعم.

■ مانلي سباين: كم عدد المعارك التي شاركت فيها؟
TF1-33: لا، لم أكن أشارك في المعارك، كنا مجرّد مدنيين، مخطوفين. بهذا المعنى كنا، ويمكن القول إننا كنا دروعاً بشرية.

مانلي سباين: حسناً حضرة الشاهد. اريد منك ان تشرح لنا ما تعرفه عن الهجمات التي شنّها المسلحون.
TF1-33: عندما كنا معهم في الدوريات، كانوا يحرقون القرى، ويقتلون المدنيين، مستخدمين كل أنواع الاسلحة الخبيثة. استخدموا الهراوات والسواطير والبنادق لقتل المدنيين وأحرقوا قراهم.

■ مانلي سباين: هل كنت موجوداً لدى وقوع هذه الهجمات؟
TF1-33: نعم كنت موجوداً في الدوريات.

مانلي سباين: أرجو أن تحدّد لنا الهجمات التي شهدتها.
TF1-33: الهجمات المذكورة سابقاً.

■ مانلي سباين: جميعها؟
TF1-33: جميع التي ذكرتها في افادتي.
مانلي سباين: حسناً لنعددها».
عدّد المحامي الهجمات على البلدات التالية: يفّين، ساما بيندوغو، بونويا، كارينا، ماندايا ومانغي بوريه، فأكد «الشاهد» TF1-33 أنه كان موجوداً خلال وقوعها، لكنه شدد على أنه كان «درعاً بشرية» للمقاتلين. ثمّ سأله مانلي سباين:

■ «أريد منك أن تتذكر اذا كان الهجوم على بونويا والهجوم على كارينا وقعا في الوقت نفسه؟
TF1-33: نعم، يمكنني قول ذلك.

■ مانلي سباين: نعم. وهل أقررت بذلك أمام المحققين التابعين للمحكمة الخاصّة؟
TF1-33: أعتقد أنني فعلت.

■ مانلي سباين: هل تذكر تاريخ اقرارك بذلك، أم تريد مني أن أذكّرك بذلك التاريخ وهو 29 آب 2002؟
TF1-33: نعم.

■ مانلي سباين: أين كنت عندما أقررت بذلك؟
TF1-33: في مكتب المدعي العام.

مانلي سباين (بعد استئذان القضاة): أريد أن أقرأ افادتك حضرة الشاهد في الصفحة 9837 من المحضر. في الفقرة الثانية: «في ولاية بومبالي، في قريتي بونويا وكارينا، خلال حزيران 1999، وقع هجومان في الساعة الخامسة صباحاً، في الوقت نفسه». هل قلت ذلك لمكتب المدعي العام؟

TF1-33: في الوقت نفسه؟
مانلي سباين: نعم.
TF1-33: لا أعتقد أنني ...
مانلي سباين: في الساعة الخامسة صباحاً في الوقت نفسه.
TF1-33: حسناً أنا لا أذكر ذلك. أدليت بهذه الافادة من زمن بعيد.

■ مانلي سباين: لكن توقيت افادتك كان اقرب من توقيت صدور قرار الاتهام مما هو اليوم، اليس كذلك؟
TF1-33: نعم.

■ مانلي سباين: وذاكرتك كانت أكثر دقة من الاحداث عما هي عليه اليوم؟
TF1-33: نعم.

■ مانلي سباين: تذكّر من جديد، هل قدمت هذه الافادة؟ هل قلت إن الهجومين وقعا في الساعة الخامسة صباحاً في الوقت نفسه؟
TF1-33: الهجومان وقعا في الساعات الاولى من هذا اليوم.
■ مانلي سباين: في الوقت نفسه؟
TF1-33: في الساعة الخامسة والثلث صباحاً؟ ما أقصده بأن بونويا تعرّضت للهجوم في الوقت نفسه الذي تعرّضت فيه كارينا لهجوم. المقاتلون أنفسهم هاجموا المكان في ...

■ مانلي سباين: في الوقت نفسه. وأنت كنت موجوداً في المكانين، اليس كذلك؟
TF1-33: أنا لا أقصد الساعة نفسها. ما قصدته هو الفترة نفسها... في هذه الفترة نفسها هوجمت القريتان.

مانلي سباين: لقد أجبت بأنك كنت موجوداً خلال الهجوم على كارينا وخلال الهجوم على بونويا، وقلت ان الهجومين وقعا في الوقت نفسه».
ثم سأله المحامي: «حضرة الشاهد هل تتوقع من هذه المحكمة أن تصدّق أنك لم تكن مقاتلاً بل درعاً بشرية بينما تدعي أنك تنتقل بسرعة بين قرية وأخرى خلال تعرضهما لهجمات متزامنة؟»، فأجاب «الشاهد» بوقاحة لافتة: «نعم». (المحضر الرسمي لجلسة الغرفة الثانية، يوم 11 تموز 2005)



محكمة دولية لأجل (الماس) اسرائيل

أدلت الممثلة الاميركية ميا فارو بشهادتها امام المحكمة الدولية الخاصة بسييراليون في لاهاي يوم 8 أيلول 2010، مؤكدة ان عارضة الأزياء ناومي كامبل قالت لها انها تلقت أحجارا من الماس خلال تسعينيات القرن الماضي من الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور، بعد عشاء خيري اقامه رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا. قالت فارو: «أذكر أنها قالت متحمسة: يا الهي لقد استيقظت الليلة الماضية منتصف الليل عندما طرق الباب حيث كان هناك رجلان أرسل لي معهما تشارلز تايلور الماسة كبيرة!». وكانت عارضة الازياء البريطانية قد نفت أن يكون لها علم بمن أرسل إليها أحجار الماس. أما كارول وايت، مديرة أعمال كامبل، فقالت: «كانت ناعومي يغمرها شعور كبير من الحماسة وهي تقول لي: انه سيعطيني بعض الماس». استند الادعاء العام الى مثل هذه الشهادات ليثبت ان تايلور كذب عندما اكد انه لم يملك يوماً الماس الخام.
وكان الخبير الاقتصادي الإسرائيلي شير هيفير، قد صرّح بأنّ «قوات الدفاع الإسرائيلية»، من بين منظمات أخرى، هي التي استفادت إلى أقصى حد من تجارة إسرائيل المربحة بالألماس. وكشف هيفير للمحكمة أنّه: «عموماً، يقدّم قطاع الألماس الإسرائيلي مليار دولار سنوياً تقريباً للصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية». وتابع: «كلما اشترى شخص ما ألماسة صُدِّرت من إسرائيل، انتهى جزء من هذا المال لدى الجيش الإسرائيلي، وبالتالي فإنّ الرابط المالي بين الاثنين جليّ». هذا من دون احتساب إيرادات الألماس في القطاع الخاص، التي تعود إلى الجيش الإسرائيلي. وتملك شركة «ستايميتز»، إحدى الشركات الرائدة في إنتاج الألماس في العالم، مؤسسة خيرية «تبنّت» وحدة في الجيش الإسرائيلي. وتموّل شركة الألماس العملاقة لواء «غيفاتي»، المسؤول عن أفظع الأعمال الوحشية التي ارتُكِبَت بحق الشعب الفلسطيني خلال عملية «الرصاص المصهور» في قطاع غزّة المحاصر (راجع مقال باتريك غالي، «الأخبار»، 12 حزيران 2010).