نضجت ثمار التوت، وبدأ موسم قطافها. في مثل هذه الأيام، «تستوطن» ندى فريحة شجيرات التوت في حديقة منزلها. تقطف منها ما تيسر لتوزعه ما بين الأكل وإعداد العصائر والمربيات. باتت السيدة «خبيرة» في التمييز بين أنواع التوت واستخداماتها. تشرح كيفية صنع العصير من التوت الأحمر، فتلفت إلى أن «الطريقة الأسهل هي وضع الثمار في خلاّط كهربائي لمدة 3 دقائق فقط أو استخدام الآلة التقليدية لهرس حبوب الحمّص المسلوق، من ثم تصفية المزيج بواسطة خرقة من القماش الشفاف يتسرب منها السائل على دفعات». وبعد «تكييل» الكمية، يضاف إليها «ضعفان من السكر، ويصار بعدها إلى سكب المزيج في وعاء من الفخّار، أو في قدر معدنية يفضل أن لا تكون من النحاس، وبعدها يوضع الوعاء على نار خفيفة لمدة ربع ساعة، على أن تحرك المكوّنات بملعقة خشبيّة طوال فترة الغليان لحين ظهور الرغوة على سطح السائل، ويترك الوعاء جانباً إلى أن يبرد الشراب، ثم يصبّ في أوعيّة زجاجية». وتضيف ربة المنزل: «بعدها يقدم عصير التوت بارداً، مع إضافة قطع من الثلج عليه بحسب الرغبة، وذلك بمعدل الثلث من العصير والثلثين الباقيين من المياه للكوب الواحد». وتلفت فريحه إلى أنه يمكن المرضى الذين يعانون من الكوليسترول تناول أطباق من اللحمة وعصير التوت البري. أما عن المواد التي تتألف منها هذه الطبخة، فهي «9 غرام زيت زيتون و20غ ثوم مفروم و50 غ حبق طازج مفروم و6 غ صعتر جاف و3 غ فلفل أسود و400 غ من شرائح اللحمة المسلوقة ومن مرقة الأخيرة 500 غ و150 غ بصل مفروم و130غ عصير توت و400 غ أرزّ مطبوخ و30 غ فطر مفروم». وبعد إعداد هذه المقادير، «يقلى الثوم والحبق والصعتر حتى يشقرّ لون الثوم، ثم تضاف مرقة اللحمة وعصير التوت لحين تخمّر المزيج الذي يوضع جانباً، بعدها تقطع اللحمة وتشوى على حدة، ويقلى الأرزّ بالزيت مع كمية من المياه بحسب الحاجة، ويقدم بأطباق إلى جانب شرائح اللحمة والصلصة».
ومن أنواع أشجار التوت، هناك التوت البري الذي أثبتت الأبحاث العلميّة أن تناوله طازجاً أو شرب عصيره، يساعد على منع الالتهابات في المعدة، لأنه يحتوي على مكونات فريدة تعدّل نشاط البكتيريا الضارة للجهاز الهضمي. وله أيضاً مفعول هائل في مكافحة العدوى بجسم الإنسان، وهو غني بمادة «التانينس» التي تحتوي على حمض التينيك المركز الذي لا يفقد مكوّناته أثناء عملية الطهو. ومن ميزات عصير التوت البري أيضاً، حماية الإنسان من الإصابة بالقرحة ومشاكل اللثة، وهو مفيد لعدوى الجهاز البولي، كما فإنه يحمي من تصلّب الشرايين وينشط الدورة الدموية، ويخفف من آلام مرض الربو.