تحتل التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحيّز الأهم من أعمال اتحاد بلديات جبل عامل، الذي نشط خلال العام الماضي في إقامة المشاريع الزراعية والبيئية، إضافة إلى دورات التدريب المهني. يقول رئيس الاتحاد علي الزين إن «الاتحاد استطاع إقناع الأهالي بإعادة الاهتمام بالأراضي الزراعية، وبتربية الحيوانات الداجنة، من خلال إقامة دورات متخصصة لتربية النحل، وتقديم قفير نحل إلى كل مزارع، الأمر الذي حقق نجاحاً لافتاً»، كما أحصى الاتحاد عدد الحيوانات الداجنة في المنطقة، ونظّم دورات متخصّصة للتدريب على تربيتها وتحقيق الاستفادة القصوى من إنتاجها «ومنها دورات في فنون صناعة الألبان والأجبان، تمهيداً لإنشاء معمل لذلك» يقول الزين.
وشارك حوالى 40 شخصاً في دورات لصيانة الخلوي والكمبيوتر والكهرباء، إضافة الى تعليم آخرين الأشغال اليدوية وصناعة الحلويات، وكان لافتاً، بحسب الزين، اهتمام النساء بحضور الدورات المتخصصة في الصناعات الغذائية. يقول الزين «أنشأنا تعاونيتين زراعيتين للنساء اللّاتي تعلّمن الصناعات الغذائية المختلفة، وأقمنا ثلاثة معارض للمنتجات الزراعية الغذائية في ثلاث بلدات في المنطقة».
كذلك أنشأ الاتحاد مركزاً للإرشاد الزراعي في بلدة مركبا، جُهّز بآليات زراعية ومعصرة زيتون ومصنع للشّمع ومركز لتعليب العسل، يقدّم الخدمات بأسعار مدعومة، ويشرف على المركز مهندس زراعي يقدم التوجيهات والإرشاد للمزارعين، كما نظّم الاتحاد دورات للإرشاد البيئي وأخرى للإسعافات الأولية. يقول الزين: «أصبح لدينا مرشدات بيئيات ناشطات في التوعية على الاهتمام بالبيئة والأملاك العامة، ينظمن نشاطاً بيئياً أسبوعياً بمشاركة أبناء قرى الاتحاد، ونعمل جاهدين لافتتاح معمل فرز للنفايات في بلدة قبريخا، بعد النجاح اللّافت الذي حققه معمل الفرز في بلدة الطيبة، الذي يؤمن الأسمدة الطبيعية للمزارعين بأسعار شبه مجانية».
وفي الجانب الرياضي، يوضح الزين أن «الاتحاد أنشأء ثلاثة أندية رياضية في المنطقة، إضافة إلى ثلاثة أخرى يعمل على تأسيسها قريباً، وأقمنا دورات رياضية مختلفة، ومهرجاناً قروياً للسباحة سينظّم كل عام».
وفي وادي الحجير أنشأ الاتحاد متنزهاً تراثياً، بعد تنظيف المحيط من القنابل العنقودية، يشمل مسبحاً عاماً للأهالي. وبالنسبة إلى الطرقات، يكشف الزين أن الاتحاد أنفق حوالى 800 مليون ليرة على رصف جوانب الطرقات العامة، إضافة إلى تشجير جوانب معظم الطرقات، «ورصدنا هذا العام مبلغ 750 مليون ليرة للبنى التحتية وتعبيد الطرقات وإنشاء الأرصفة وحوائط الدعم، كما بدأنا بناء مبنى خاص للاتحاد بين بلدتي العديسة والطيبة، ووضعنا خطة إنمائية لكل قرية تأخذ في الاعتبار الحاجات الأساسية لمدة 15 سنة، وستشمل الخطة القرى الخمس الجديدة التي انضمّت الى الاتحاد».
وفي مجال مكافحة الأغذية الفاسدة، أوضح الزين أن الاتحاد نظّم مع «جهاد البناء» ندوة لكل اللحامين قبل فضائح فساد الأغذية في لبنان، شارك فيها عالم دين وطبيب متخصّص ومهندس زراعي، لشرح كيفية التعامل مع الذبائح وتنظيفها وإطعامها، واللّافت مشاركة جميع اللحّامين في الندوة. هذا وقد أنشأ الاتحاد مشروع ريّ زراعي لأكثر من 90 مزارعاً في بلدات الطيبة وعدشيت والقنطرة، بعد تأمين إمدادات الريّ إلى حقول المزارعين، وإنشاء بركة زراعية في عدشيت. من جانب آخر أنشئ أول مشروع للإنارة على الطاقة الشمسية في المنطقة، سيكون مقدمة لعدة مشاريع بيئية واقتصادية في المنطقة، بحسب الزين، الذي كشف عن خطة ستنفّذ خلال 7 أشهر لإنارة طريق عام وادي الحجير على الطاقة الكهرومائية. وفي هذا الإطار أقام الاتحاد حفل تدشين مشروع إنارة المكتبة العامة في الطيبة والقنطرة ومدرسة قبريخا على الطاقة الشمسية، المموّل من الحكومة الإسبانية بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد في إطار مشاريع «سيدرو» الدولية لاستخدام الطاقة البديلة.