منذ ظهور الديانات قبل12 ألف عام وحتى القرن الثالث عشر، أدت النساء دوراً أساسياً في العلم والتعليم وغالباً ما تبوأن مراكز حساسة ساهمن من خلالها في التأثير في محيطهن. لكن، ابتداءً من القرن الثالث عشر، تغيرت المعادلة، وبدا الرجال حريصين على إخراج النساء من العلم والتاريخ. هنا لائحة صغيرة بأبرز النساء اللواتي أدّين، بحكمة، أدواراً أساسية في مجتمعاتهن. فتيودورا مثلاً بدأت حياتها راقصة إباحية قبل أن تتربع على عرش الامبراطورية البيزنطية في القرن السادس ميلادي حيث توجها زوجها الامبراطور يوستينسانوس إمبراطورة لتحكم إلى جانبه منذ عام 527 وحتى عام 548.
وقد اتخذت تيودورا سلسلة من الاجراءات القانونية أبرزها «القانون اليوستينياني»، أي القانون الحالي في معظم بلدان العالم.
أما الدين الاسلامي فاعترف بدور المرأة وضرورة سعيها إلى العلم والمعرفة. بل إنّ المصادر التاريخية تذكر أن دور المرأة في العصور الإسلامية القديمة كان محورياً. وهذا ما تؤكده دراسة محمد أكرم ندوي في مركز أكسفورد للدراسات الاسلامية، وتظهر الدور البارز للمسلمات في المجتمع، فهؤلاء أسسن مدارس وحتى جامعات مثل جامعة القرويين في مدينة فاس في المغرب التي أسستها التونسية فاطمة الفهري عام 859 م. وهذه ليست حالة فريدة في تاريخ صدر الإسلام، فالعالم وضع حتى الآن لائحة باسم 8500 امرأة عالمة في هذه الفترة. وخلال الحروب الصليبية لم يكن مستغرباً أن تخطب النساء في المساجد في دمشق والقاهرة والمدينة وحتى في القدس.
ومع ذلك لم يكن محبذاً نشر ما توصلت إليه النساء من إنجازات علمية بل كان يتم التغاضي عن ذلك في التاريخ. وهذا ما حصل حتى في الصين، مع الامبرطورة «ووزيتان» أو المرأة النمر التي حكمت الصين بين عامي 690 و705 م، وقامت بغزو كوريا والتيبت، وأعادت صياغة نظام الحكم الصيني، وجعلت للبوذية مكانة خاصة في الصين، وقامت برعاية الطباعة 700 عام قبل وصولها إلى أوروبا. لكن بعد عقود من وفاتها، تم محو حكمها من الذاكرة وتخريب قبرها على يد الأباطرة الذكور.
أما في أوروبا فحتى القرن الثاني عشر يجد المؤرخون نصوصاً تشيد بدور النساء في العلم وبصورة خاصة في إطار الرهبانيات. لكن، انطلاقاً من القرن الثالث عشر، انتقل الثقل العلمي من الأديرة والمؤسسات الدينية إلى الجامعات الجديدة التي تم تأسيسها في المدن من قبل الملوك مثل جامعتي السوربون وكامبريدج وتم إقصاء النساء عن العلم والتعليم. ثم بدأ تهميش المرأة وإبعادها عن العلم بصورة مكثفة حتى القرن العشرين. ففي عام 1948، اعطت جامعة كامبريدج للنساء شهادة معادلة للرجال!