كان «صيد» الشرطة التركية ثميناً عام 2010، لكنه بقي سراً حتى أواخر الشهر الماضي، عندما أعلنه وزير الثقافة والسياحة التركي، مشيراً إلى أنه عام 2010، ألقت الشرطة التركية القبض على عصابة تهريب قطع أثرية في جنوب تركيا، وفي حوزتها إنجيل فريد من نوعه عمره 1500 عام، «وهو الآن محفوظ في أنقرة». وبحسب تقارير الصحافة المرئية، فقد حكم على العصابة بتهمة تهريب الآثار، فيما سلّم الإنجيل إلى متحف أنقرة الأثنوغرافي، حيث يعمل على ترميمه ليُعرض لاحقاً. ويعدّ هذا الإنجيل، المكتوب باللغة الآرامية ــــ لغة السيد المسيح ــــ على جلد حيوان من الممتلكات الثقافية التركية. وأكدت السفارة البابوية في تركيا تقدمها بطلب دراسة نسخة عن الإنجيل.
بعض التقارير الإعلامية ذكرت أن الإنجيل قد يكون إنجيل برنابا المثير للجدل، الذي تعدّه الكنائس جزءاً من الأناجيل المنحولة، ويعدّه المسلمون الإنجيل الأصلي الذي أُخفي لاحقاً، وخصوصاً أن مضمون إنجيل برنابا يناقض مضمون الأناجيل الأربعة المعترف بها، ويقترب من النظرة الإسلامية لشخص السيد المسيح. وكانت أقدم النسخ المتوافرة من إنجيل برنابا قد كتبت بالإيطالية والإسبانية، وتعود إلى القرن السادس عشر. ويقول البروفسور في اللاهوت، عمر فاروق هارمان، «إن الدراسة العلمية للإنجيل ستكشف هويته». وبحسب المعتقد الإسلامي، فـ«إنجيل برنابا لا يعترف بألوهية المسيح، ويتكلم عن يسوع النبي، كما لا يعترف بالثالوث الأقدس ولا بصلب المسيح ويتضمن نبوءة بشأن ظهور النبي محمد على الأرض».
أما القس البروتستانتي التركي، إحسان أوزبك، فيشكك «في صحة كون الإنجيل إنجيل برنابا، إذ إنه كتب في القرن الخامس أو السادس الميلادي، أما برنابا، فقد عاش في القرن الأول ميلادي، وكان أحد تلامذة المسيح». ويقول كذلك ان «إنجيل أنقرة قد يكون كتبه أحد تلامذة برنابا، وبما أن خمسة قرون تقف بين برنابا وكتابة الإنجيل المنسوب إليه، فقد يصاب المسلمون بخيبة أمل لعدم ذكره أموراً ترتبط بمضمون إنجيل برنابا بحسب المعتقد الإسلامي». أما أيدوغان فاتنداس، وهو كاتب مختص بإنجيل برنابا، فيقول إنه «ما من أدلة تثبت أن عمر هذا الإنجيل هو 1500 سنة». مع ذلك، يربط هذا الاكتشاف باكتشاف آخر في ثمانينيات القرن الماضي.
حينها، عثر في مغارة في جنوب شرق تركيا على إنجيل نسب إلى برنابا، وبعد إجرائه سلسلة من البحوث، كشف فاتنداس أن هذا الإنجيل كان بحوزة وحدة استخبارات القوات المسلحة الخاصة في تسعينيات القرن الماضي، وقد طلبت هذه القوات من الدكتور حمزة حجشيل، الخبير في اللغة الآرامية، ترجمة أجزاء منه تحت إشرافها، وحينما سرب معلومات إلى الأعلام أوقف العمل، ولم يعد يعرف أحد بمكان الإنجيل الذي لاقى التلاعب بمصيره اهتماماً من الرأي العام التركي، الذي يتابع بشغف مسألة الإنجيل المكتشف حديثاً. فهل هو إحدى النسخ الثلاث لإنجيل برنابا؟