لا تزال ردود الفعل على حادثة الاعتداء على الأستاذ إيلي فرح في مدرسة «زهرة الإحسان» في الأشرفية تتفاعل. في هذا السياق، نفّذ أساتذة مدرسة زهرة الإحسان بدعوة من الهيئتين التعليمية والإدارية فيها اعتصاماً تضامنياً استنكاراً لحادثة الاعتداء على الأستاذ إيلي فرح في حرم المدرسة، فأوقفوا الدروس أمس تضامناً مع زميلهم الذي تعرّض للضرب المبرّح على يد والد إحدى التلميذات يرافقه ثلاثة رجال. كذلك شارك في الاعتصام أعضاء من لجنة الأهالي والطلاب الذين استنكروا الاعتداء، مؤكدين حرصهم على سلامة الأساتذة والتلامذة، مطالبين بأن تأخذ العدالة مجراها. أما في تفاصيل الاعتداء الذي حشد موجة من ردود الفعل المستنكرة، فذكرت مصادر من داخل المدرسة لـ«الأخبار» أن «الاعتداء الوحشي جاء بعدما منع أستاذ الرياضة فتاة في العاشرة من عمرها من المشاركة في نشاط رياضي بسبب عدم ارتدائها اللباس الموحد الذي يرتديه الطلاب في أنشطتهم الرياضية».
المصادر نفسها أكّدت أن الأستاذ لم يتعرّض للفتاة المذكورة بأي إساءة كلامية، لكن يبدو أن منع الفتاة من اللعب أثار استياء والدها الذي تبيّن أنه يدعى ج. م.، فقرر الانتقام. حضر ج. م. برفقة ثلاثة رجال ظهر السبت على متن سيارة جيب من نوع شيروكي مجهول باقي المواصفات، بحسب ما نقلت المصادر نفسها. سألوا عن الأستاذ إيلي ووقفوا ينتظرونه إلى جانب الباب الخارجي للمدرسة. هنا تختلف الروايات، تذكر إحداها أنهم انتظروه خارج المدرسة، فيما تُشير الأخرى إلى أنهم انتظروه في حرم المدرسة في المنطقة الواقعة بين الباب الداخلي للمدرسة وذلك الخارجي لها. تكمل المصادر، وعندما حضر الأخير سألهم عمّا يريدونه فلم يجيبوه بل انهالوا عليه بالضرب بواسطة قبضات حديدية كانوا يضعونها. لم يتمكن أحد من الموجودين من مساعدته، أو بالأحرى لم يجرؤ أحد على التدخّل. وبحسب شهود عيان، تولى «اثنان من رجال المرافقة المفتولي العضلات» ضرب الأستاذ، فيما شهر الآخران مسدسيهما مانعين أحداً من الاقتراب.
الاعتداء الوحشي الذي تعرّض له إيلي كرم أدى إلى قطع جزء من أذنه وكسر أحد ضلوعه، إضافة إلى رضوض وجروح متفرّقة في أنحاء جسده. وفي هذا السياق، يذكر أحد الأساتذة الذي كان حاضراً أن المشتبه فيهم حاولوا أن يضعوه في صندوق السيارة، لكن تدخلات الموجودين ورجالهم حالا دون إتمام ذلك. الأستاذ نفسه يُبدي تخوّفه من لفلفة الموضوع وإخلاء سبيل المدعى عليهم من المخفر، فيما يؤكد آخرون أن ما يحول دون ذلك هو إصرار ميتروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس المطران إلياس عودة على متابعة القضية حتى نهايتها، وخاصة أن مدرسة «زهرة الإحسان» تابعة للمطرانية. لكن طرفاً ثالثاً يرى أن الملف سيُقفَل في النهاية بسبب التغطية السياسية التي يحظى بها المعتدون.
كذلك علمت «الأخبار» أن الأساتذة كانوا بصدد الإعداد والمطالبة بعقد اعتصام على مستديرة ساسين، لكنها أُلغيت منعاً للاستغلال السياسي. تجدر الإشارة إلى أن القوى الأمنية تمكنت من توقيف ثلاثة من المشتبه فيهم، فيما لا تزال التحقيقات جارية.
(الأخبار)
4 تعليق
التعليقات
-
القوانيين في لبنانلنفترض ان الاستاذ ليس على حق في منع الطفلة في المشاركة. لكن ليس من الحق او بالاحر ليس من المفروض من والد الفتاة ان يقوم بهذا الاعتداء على المعلّم. كان على الاب ان يحتكم الى العدل او بالاحر الى ادارة المدرسة. وبما انه قام بالاعتداء الوحشي، يجب ان يُعاقب هو ومن كان يرافقه للقيام بهذا العمل الشنيع، حتى لو كان لهم تغطية سياسية. لازم نخلص من هيك مسخرة بلبنان،من التغطية السياسية او انو تابع لي فلان الفلانة او اي زعيم او رئيس او اي حيوا... كبير بلبنان.لازم يكون في قوانيين بلبنان تُطاول كل فرد سياسي او مواطن عادي يقوم بعمل غير قانوني.
-
الاعتداء وقع يوم الجمعة 4الاعتداء وقع يوم الجمعة 4 ايار وليس السبت، وهو وقع داخل حرم المدرسة وليس خارجها،والمعتدين هم مرافقي أنطوان الصحناوي. أما السبب، فليس موصوع اللباس الرياضي، ولكن الأستاذ لم يسمح للطفلة بالمشاركة في نشاط رياضي خارج الدوام من ضمن النشاطات الغضافية لأنها غير مسجلة فيها، وبالتالي ترتب مشاركتها مسؤولية على المدرسة - أم طفلة في مدرسة زهرة الإحسان
-
لفلفة القضيّة أخطر بكثير ممّا تتصوّرون..كلّ قضيّة يلفلفها القضاء تكون مساحة ضررها أصغر من هذه.. إنّ التّغاضي عن الضّرر التّربوي على أجيال بكاملها من خلال هذه القضيّة يؤدّي إلى فساد الوطن ككلّ من خلال الاستعاضة بلغة التّشبيح عن الحوار في أهمّ مؤسّسات صنع الإنسان.. ولبنان ينقصه كلّ شيء عدا الأسلوب الهمجي في حلّ المشكلات... لنشوف شو بقول القضاء وإلاّ سأكون واحدة من أوائل المتظاهرين ضدّ هذه الوحشيّة مع أنّي لا أعرف الأستاذ ولا ذوي التّلميذة الّتي شاءت الأقدار لأذن أستاذها أن تاتي إلى الصّفّ بدون لباس الرّياضة الموحّد!!