هذا الشهر، وصلنا طلب عاجل من اتحاد المزارعين الفلسطينيين لتفعيل مقاطعة البضائع الإسرائيلية وشركات العدو الزراعية. لم نشعر في لبنان بأننا معنيون بالنداء، إلى أن نشرت صحيفة لبنانية منذ بضعة أيام خبر اكتشاف منتجات زراعية إسرائيلية في «سبينيس» في صيدا. وبحسب الصورة التي نشرتها الصحيفة، كانت البضاعة المكونة من فليفلة حلوة ملونة مغلفة بأكياس بلاستيكية تحمل ملصقاً طبع عليه «بلد الإنتاج: إسبانيا للفلفل الأخضر وإسرائيل للفلفل الأصفر». وقد سحب الجيش اللبناني البضاعة، إذ إن قانون مقاطعة العدو لا يزال ساري المفعول في لبنان. واستنكرت شركة «سبينيس» اكتشاف بضاعة إسرائيلية في متاجرها للمرة الثانية، مؤكدة لمن يريد السماع أنها تحترم قانون المقاطعة (شكراً «سبينيس»!) ربما مثلما تحترم حقوق العمال. وبغض النظر عن موضوع خرق قانون المقاطعة، هناك أمران مهمان يجب الالتفات إليهما. أولهما، بغض النظر عن مصدر البضائع، هو كيف يعقل أن نستورد خضاراً إلى بلاد الخضار؟ هل لأن الطلب على الفليفلة يفوق العرض في هذه الأيام؟ وهل يمكن أن يكون إنتاج الخضار في إسبانيا وفلسطين المحتلة وشحنها إلى هولندا وتغليفها ومن ثم شحنها ثانية إلى لبنان أقل كلفة من إنتاج الفليفلة محلياً؟ إذا كان هذا هو الواقع، فعلى وزارتي الزراعة والتجارة أن تفسرا لنا هذا اللغز. أما الموضوع الثاني، فيتعلق بعشرات التعليقات المليئة بالعنصرية وبالشتائم للعرب وبالمديح لإسرائيل، التي أتت في رد فعل على الخبر، وهي منشورة على صفحة الإنترنت الخاصة. طبعاً، نحن في لبنان نحب أن نزايد على بلدان الغرب (التي تحظر الكلام العنصري) بحرية الرأي والتعبير، ما قد يجعل من بعض الصحف أبواقاً لبروباغندا العدو...