محمد محسنيبدو الفصل بين «كلام الناس» ومارسيل غانم، مستحيلاً. بسهولة وسلاسة، يأخذك الحديث إلى شخصيته الجدلية: هل هو صحافي أم سياسي؟ لا يُفاجأ غانم بهذا الانطباع السائد عنه، لكن يهمه كثيراً إزالة الخيط الرفيع بين الصحافي والسياسي. «لست صديق السياسيين» يقول غانم. منذ ابتعاده عن أجوائهم «قبل عامين تقريباً، أشعر بسلامٍ داخليٍ مع نفسي». يضيف أنّه طلب من بيار الضاهر إعفاءه من متابعة الانتخابات النيابية. «كنت أريد إجازةً قبل شهر من الانتخابات».
يخاف غانم كثيراً على صورته صحافياً في أذهان الجمهور. لا يعني هذا الكلام غياب صداقاتٍ تربطه مع بعض السياسيين. فهو يتبادل الكتب مع النائب وليد جنبلاط، وقد تلقَّى منه أخيراً كتاباً عن الوضع في باكستان. بالنسبة إلى غانم «يمكن أن تحدّث وليد جنبلاط في كلّ شيء: البيئة، الفن المعاصر، السياسة، الثقافة». في صفوف المعارضة، يفخر بصداقته مع النائب سليمان فرنجية، لأنّه «صريح، ينتقدك ويمدحك وجهاً لوجه». أما حسن نصر الله، الذي غاب عن مقابلات غانم أربع سنوات «فقد غمرني بلطفه» يقول. «لم أجد بين السياسيين اللبنانيين من هو ألطف وأكثر تواضعاً من السيد. فضلاً عن الكاريزما الرهيبة التي يمتلكها».
وللسياسيين المخضرمين حصتهم من صداقته أيضاً. هكذا، يستفيد من جلساته مع فؤاد بطرس وبهيج طبارة، ليدرك «معنى العصامية السياسية واحترام القانون». أما الوزير ميشال إده، فـ«أستاذ في دراسة الصهيونية والدين المسيحي والصراع العربي الإسرائيلي».
يبدو جاداً وصادقاً وهو يقول لنا: «لم أحقِّق خمسة في المئة ممّا أطمح إليه». ونكتشف أنّه يرنو في سرّه إلى العمل الميداني: «الصحافة هي النزول إلى أرض الحدث». تشغله أي قضية إنسانية كانت، من دون تفريق بين حدثٍ وآخر. الإنسان هو محور كل الأحداث. بنظره، الإعلام اللبناني بدأ يتعب، إذ يغيب شغف المهنة عن صحافيين كثر. في «الجامعة اللبنانية الأميركية» حيث كان أستاذاً محاضراً، استفاد من طلابه. تعلّم الإصغاء، وتعرّف إلى بيئات لبنانية جديدة، ففهم بعض المصطلحات التي يختلف تأويلها بين المناطق، وتجنّب استعمالها أو تعمّده في مقابلاته.
يبدأ غانم يومه مع قهوته الصباحية، ومطالعة الصحف. بعد ذلك، يمارس الرياضة لثلاث ساعات، ومن ثمّ غداء فقيلولة تبدأ بعدها مواعيد العمل حتى أواخر الليل. أكثر ما يزعج مارسيل في شخصيته، هو انفعاله السريع. «أحب أن يتوافر كل شيء كما أطلبه بحذافيره. قد أكون ديكتاتوراً خلال العمل». موسيقياً، يعيش كل كلمة تغنيها فيروز، ويحب أم كلثوم وإديث بياف وشارل أزنافور. يقرأ كل شيء، فالصحافي المثقف بنظره هو «من يقرأ أخبار الفنانين ونظريات أرسطو أيضاً». لا يجد حرجاً في أنه استوحى مواضيع بعض حلقاته من قراءاته، كحلقته عن الأطفال الذين حققوا أحلامهم، وقد استوحى فكرتها من قصّة لأديب فرنسي. لا يؤمن بالزواج مؤسسةً «يأسرني. أنا مع حرية العلاقة بين الرجل والمرأة». أما عن غياب أي كتاب باسمه، فينتفض مجيباً: «لا أحب أن أصبح تجارياً». سيكتب، عندما يترك الإعلام. حينها، سيتلو محطات عاشها، على قاعدة نقل الخبر من دون اجتزاء. لذلك، لن يصدر كتابه قبل أوانه. أما باريس، فلم تعد تعني له شيئاً بعد تحوّلها إلى مسكنٍ قسري خلال فترة التوتر الأمني. بينما يعشق نيويورك وليلها، ويسهر فيها ليلة رأس السنة. قلّما يرمي مصطلحات تحدد هويته الفكرية. دينيّاً هو مسيحي مؤمن. أما سياسياً، فليس هنا ولا هناك. يشبّه نفسه بلبنان الذي «يجب أن يصنعه كل لبناني». يصمت لحظة، ثم يضيف: «أنا تراكم تسويات».


5تواريخ

1964
الولادة
في يحشوش ـــــ قضاء كسروان

1987
بداية العمل
في المحاماة

1991
تعيينه سكرتير تحرير
في «لبنان الحر»

1995
انطلاقة برنامج «كلام الناس»

2009
يعمل على صيغة جديدة لبرنامجه،
تقوم على علاقة الإنسان بالسياسة