وتأجيل الشراء حتى عشية العيد، يؤدي إلى ازدياد الطلب على كل الحاجات، وخاصةً أن العيد يعني الإقفال لأيام عديدة، واللافت أن حركة الشراء لم تقتصر على محال الألبسة والأحذية وحسب، بل عمدت البلدات التي تشهد أسواقاً شعبية أسبوعية، إلى تنظيم يوم إضافيّ للسوق بغية استثمار أيام العيد، هكذا شهدت بلدتا المرج وتعلبايا يوماً إضافياً لأسواقها الشعبية يوم أمس الخميس في غير أوانها، فمن المعروف أن يوم الاثنين، هو يوم السوق الشعبي الأسبوعي لبلدة المرج، والثلثاء موعد سوق تعلبايا.
لا معنى لثوب العيد إلّا عشية العيد وإلّا فسيفقد بهجته
«إنه اليوم الثاني على التوالي من التسوّق، فقد أنهينا أمس شراء الثياب، واليوم شراء المأكولات والحلويات والنقولات، إنها أيام ماراتونية»، هكذا يلخّص عبد الناصر السيد، من بلدة الروضة، حاله. وعن سبب تأجيل الشراء يقول السيد، وهو أب لخمسة أولاد: «أعتقد أن العامل الأساسي هو انتظار الرواتب، وخاصةً أن المؤسسات العامة والخاصة تحاول توفير الرواتب قبل الأعياد، ليتسنّى للناس شراء حاجاتهم، ولكن دون أن نغفل العادات والتقاليد االمتوارثة، التي تقول إن ثوب العيد لا يُشترى إلّا عشية العيد، فلا معنى له إذا اشتُري قبل العيد بوقت طويل، فقد تذهب بهجته». أما الطالبة في قسم التسويق أماني الحشيمي، فتأخذ في الأمر بعداً تسويقياً، تقول: «إن المحال التجارية قد تتعمّد، أو تعد الناس بوصول تشكيلة جديدة من الألبسة قبل العيد، بغية حشرهم بضيق الوقت ورفع الأسعار، ما يضطر الناس إلى تأجيل الشراء إلى عشية العيد. وهنا لن يكون أمامهم الكثير من الاختيار، إما الشراء، ولو بأسعار مرتفعة، وإمّا قضاء العيد دون ثياب جديدة». أما المدرّس أحمد محيي الدين، فقد كان في موقف لا يحسد عليه، الرجل كان أمام الصراف الآلي يتفقّد وصول راتبه للمرة الثالثة، دون جدوى. وحتى لدى مصادفته مرةً ثانية، في الثالثة بعد الظهر، لم يكن الحظ قد حالفه. هكذا، يقف غير قادر على التصرف بأي شكل من الأشكال: لا الانصراف ولا التسوّق! «سوسبنس» يقول ساخراً، ويضيف: «إنها المرّة الرابعة التي أتفحّص فيها وصول الراتب، لكن دون جدوى، وتسألني لماذا أنتظر عشية العيد لشراء حاجاتي، فإذا كان الراتب حتّى الآن لم يصل، متى وكيف لي أن أشتري متطلبات العيد؟ هل هناك من حل آخر؟».