فرح علي فخري لدى تلقّيه نبأ تعيينه وزيراً للزراعة في حكومة الظل الشبابية، إذ بات في مقدوره الضغط أكثر على الحكومة اللبنانية لتدرج في بيانها قضية تغير المناخ التي يناضل من أجلها، والتي سيركض من أجلها عارياً في شارع الحمراء، كما وعد أصدقاءه ومعارفه على «فايسبوك»
بسّام القنطار
سيشهد روّاد شارع بلس في منطقة الحمراء حدثاً هو الأول من نوعه في لبنان. فقد تعهّد علي فخري (23 عاماً)، الناشط في رابطة الناشطين المستقلين «إندي آكت»، بأن يركض، في موعد لم يحدده، شبه عارٍ من مدخل الجامعة الأميركية وصولاً إلى مخفر حبيش، إذا وفّق بجمع المبلغ اللازم لسفره وزملاء له لحضور القمة العالمية عن تغيّر المناخ التي ستعقد الشهر المقبل في كوبنهاغن، والتي من المتوقع أن تشهد ولادة معاهدة جديدة تخلف معاهدة كيوتو التي ينتهي مفعولها عام 2012.

اقتبس علي فكرته «الجنونية»، بحسب ما وصفها واحد من 650 مؤيداً له على موقع «فايسبوك»، من رجل تركي مسنّ كان يمشي شبه عارٍ، مغطّياً جسده بإعلانات مقابل الحصول على زاده اليومي من الجعة، رفيقة حياته المعدمة.
اختار الناشط هذه الخطوة بعدما ضاقت به السبل للحصول على تمويل لرحلته التي تصل كلفتها إلى ما يزيد على 5 آلاف دولار أميركي. «اقترح البعض إقامة حفلة لجمع التبرعات، أو إعداد المأكولات المنزلية وبيعها، لكنني ببساطة اخترت السير عارياً، ولقد نالت الخطوة إعجاب الكثيرين وجمعت حتى اليوم مبلغ 1380 دولاراً»، كما يقول لـ«الأخبار».
ينوي الشاب المتحمس أن يهب جسده للإعلانات: لصقاً ورسماً، آملاً أن يجذب تحركه عدسات وسائل الإعلام.
لكن، هل يعرف الناشط البيئي أن سيره عارياً في مكان عام يعاقب عليه القانون اللبناني بتهمة الإخلال بالآداب العامة؟ يؤكد ذلك، لا بل إنه يتلو علينا نص قانون الآداب العامة اللبناني الذي «يعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر مع غرامة مالية بقيمة 100 ألف ليرة من يرتكب فعلاً فاضحاً في الأماكن العامة». لكن مستشاراً قانونياً أكد لرابطة «إندي آكت» التي طلبت استشارته بالخطوة كونها تتحمل مسؤولية معنوية، أن علي يمكنه أن يكشف عن أجزاء من جسده شرط أن يستر عورته، ما يجعله بعيداً من الملاحقة أو المساءلة القانونية. عدد من الشباب يتطوع للركض إلى جانب علي، لكنّ بعضهم، مثل ربى ذبيان، يفضل أن يركض بثيابه. يؤكد فخري أنه لن يقبل أن يضع على جسده إعلانات لشركات النفط والإسمنت المسبّبة لتغير المناخ. في المقابل، لا يمانع بوشم أسفل ظهره بعلامة مؤسسة تجميل تقوم بالوشم في أوساط الشباب. يدرك أن خطوته جريئة، لكنه يشير إلى أن بيروت مدينة منفتحة على ثقافات العالم، وهو يصر على خطوته، مؤكداً أنها لا تهدف إلى جمع الأموال فحسب، بل لحثّ الجمهور على التحرك من أجل مناخ يجعلنا شبه عراة في الصيف نتيجة الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة.
يرى فخري أن مهمته الجديدة في حكومة الظل الشبابية هي مسؤولية كبيرة، وهو كان يرغب في أن ينال مقعد وزارة البيئة، لكنه لا يرى ضيماً في تولي وزارة الزراعة التي تحتاج إلى الكثير من الإصلاحات، وخصوصا أن المزارع اللبناني هو الفئة الأكثر تأثراً من تغير المناخ، وسوف يسعى إلى الضغط من أجل تضمين البيان الوزاري للحكومة الفقرة الآتية: «إدراكاً بأن تغير المناخ يهدد الحضارة البشرية في لبنان والعالم، ستعمل الحكومة على دفع حكومات العالم إلى اتخاذ خطوات سريعة لمكافحة تغير المناخ، بدءاً من القمة العالمية المقبلة في كوبنهاغن». المهم بالنسبة إلى علي ألا تصور فكرته باعتبارها ذات طابع تجاري أو خديعة، لذلك، سيحرص على تنفيذ وعده حتى لو صودف اليوم الذي سيركض فيه ماطراً، ففي النهاية «الركض عارياً تحت المطر سيكون بروفة للتكيف مع تغير المناخ».


180 سنتمتراً من الإعلانات المبوّبة

اختار أحد المتبرعين لعلي فخري (الصورة)، الذي سيركض شبه عارٍ من مدخل الجامعة الأميركية في بيروت وصولاً إلى مخفر حبيش، لإبراز قضية تغير المناخ الإعلان عن اسم حبيبته على جبين علي مع عبارة «أحبّك بجنون»، مقابل مبلغ 100 دولار! بينما انهالت العروض على موقع الناشط في فايسبوك، لملء جسده الفارع (نحو 180 سم) بالإعلانات. هكذا، تفاوض نادين معوض لوضع ملصق «Proud Feminist» لقاء 200 دولار، فيوافق علي. أما جمعية حلم الناشطة من أجل حقوق المثليين والمثليات في لبنان، فستضع لافتة تطالب بإلغاء المادة 543 من قانون العقوبات التي «تعاقب من يمارس المجامعة خلافاً للطبيعة»، بينما يعرض مصطفى ممازحاً خدماته في «الواسطة» إذا ما قبض على علي، بينما يتبرع بمبلغ 50 ألف ليرة، وتدفع منال 100 ألف ليرة، تزايد عليها كارين بـ100 دولار، فيما تقرر زينة توفير مبلغ 20 ألف ليرة من مصروفها لتتبرع به.