رضوان مرتضى تفاوتت ردود الفعل في قضية مقتل عفيف س. وسط تباين في المواقف حيال إفادة «الشاهد» حسن حلاوي لـ«الأخبار»، التي جاءت مغايرة لشهادة الشاهد المعتمد في القضية.
فعائلة المغدور ترى أن كل ما أدلى به الشاهد حلاوي هو «تلفيق»، لافتة إلى صلة نسب تربط بين حلاوي والمشتبه فيه في قتل والدهم تقف وراء هذا التلفيق. كذلك طرح عدد من أفراد عائلة المغدور علامات استفهام عن سبب ظهور الشاهد في هذا الوقت، متسائلين عمّا وراء غيابه طيلة أكثر من 30 سنة، تاركاً «ما يدّعي أنه الحقيقة طيّ الكتمان». ورفضت العائلة «المحاولات التي تجري لوضع هذه الجريمة البشعة في إطار سياسي متخيّل» لحرفها عن مسارها الصحيح، معتبرين أن «مشيئة الله هي التي أحضرت المجرم لينال عقابه على الجريمة»، بعد أكثر من ثلاثة عقود على وقوعها.
عائلة المشتبه فيه تعدّ ابنها رهينة لدى السلطات اللبنانية
في المقابل، يبرز موقف أفراد عائلة المشتبه فيه الذين تشكّكوا مجدداً في ما أدلى به شاهد الادّعاء حسن ح. وطالبوا القضاء بعدم الأخذ بشهادته بسبب سجله العدلي الحافل. وشددوا على اعتبار أن الحقيقة تكمن في شهادة حلاوي (أبو التحرير). وطالبوا السلطات القضائية بطلبه لأخذ أقواله. وقد نفى شقيق المشتبه فيه تهمة السرقة المسوقة بحق أخيه، لافتاً إلى أن المجموعة التي كانت موجودة في كفركلا هي مجموعة مقاومة، رافضاً تسميتها «ميليشيا». وبشأن التوقيف الاحتياطي الذي يخضع له شقيقه المشتبه فيه في سجن رومية قال: «نحن نرى أن شقيقنا رهينة عند السلطات». وبين ردود الفعل التي توالت، يبرز تأكيد الشاهد «أبو التحرير» لإفادته، معرباً عن استعداده للمثول أمام القضاء للإدلاء بشهادته إذا طُلب منه ذلك. أمّا الكلام الذي أثير عن غيابه طيلة هذه المدة وعدم ظهوره للشهادة قبل هذا اليوم، فيبرّره «أبو التحرير» بالقول «لم يسبق أن استدعاني القضاء»، ويضيف «كنت مسافراً طيلة 21 سنة في ليبيا، ولم أكن لأعلم بفتح القضية أمام القضاء لولا صحيفة «الأخبار».
يذكر أن وقائع جريمة قتل عفيف س. تعود إلى أواخر السبعينيات، حيث اختُطف على حاجز مسلّح بين قريتي كفركلا والطيّبة، ومن ثمّ صُفّي في أحد الأحراج في وادي القصير. لكن رغم مرور الزمن، لم تتوضح ملابسات هذه الجريمة، وعادت هذه القضية إلى الواجهة مع عودة أحد المشتبه فيهم إلى لبنان، بعد غياب 32 عاماً خارج البلاد، حيث أوقف في المطار. ويشار إلى أن القضية اليوم في عهدة محكمة جنايات بيروت برئاسة القاضي حاتم ماضي، وينتظر أن تستكمل مجرياتها في التاسع من الشهر المقبل بعد إتمام التبليغات.