بسام القنطار«نمو استهلاك الفحم سيكون ضعف نمو استهلاك النفط للفترة 2006ــــ 2030». الكلام للمدير العام لصندوق الأوبك للتنمية الدولية «أوفيد» سليمان الحربش، في حفل افتتاح مؤتمر المنتدى العربي للبيئة والتنمية، الذي عقد برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في فندق الحبتور أمس.
كلام الحربش العابق بالدفاع عن النفط، في المؤتمر الذي يناقش الويلات التي سببها استخدام الوقود الأحفوري على تغير المناخ في العالم العربي، استدعى رداً من عضوين في رابطة الناشطين المستقلين «إندي آكت» اللذين صعدا إلى المنصة ورفعا لافتة كتب عليها «العرب أكثر من بؤرة نفط». كما حمل ناشطون آخرون لافتة على مدخل القاعة كتب عليها «النفط لا يشرب».
نال التحرك تصفيق بعض الحاضرين في القاعة، وامتعاض عدد من الداعمين للمؤتمر وبينهم «أوفيد» وشركات نفطية أخرى تسعى إلى تلميع صورتها من خلال دعم الأنشطة البيئية.
تخلل المؤتمر تحرك احتجاجي رفع شعار «العرب أكثر من بؤرة نفط»
وتتهم الجمعيات البيئية الدولية المملكة العربية السعودية بالمساهمة في عرقلة المفاوضات حول تغير المناخ، التي يتوقع ألا تشهد ولادة اتفاقية قانونية ملزمة في كوبنهاغن، تخلف اتفاقية كيوتو التي لم تحترم أصلاً.
ورغم الضجة الإعلامية المثارة حول مؤتمر كوبنهاغن ووصفه بأنه «الفرصة الأخيرة لإنقاذ الكوكب»، فإن السيناريوهات التي قدمها المبعوث الخاص للدنمارك بشأن تغير المناخ نيلز بولتز، خلال الحفل الافتتاحي لمؤتمر أمس، توحي بأن الدول الأوروبية باتت تسعى إلى الخروج باتفاق سياسي على الأقل في كوبنهاغن، التي تقرر مصيرها سلفاً، في أروقة الكونغرس الأميركي، بعدما رفض الأخير التعهد برقم واضح لخفض الولايات المتحدة انبعاثاتها الكربونية بحلول عام 2020.
ويمكن القول إن رئيس مجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية، الدكتور مصطفى طلبة، وضع إصبعه على الجرح، حين طالب الدول النامية والعربية خصوصاً بدور ريادي في كوبنهاغن وليس التشبث بالشعارات مثل نقل التكنولوجيا وزيادة مساهمة الدول الصناعية في تنمية الدول النامية إلى 0.7 بالمئة من دخلها القومي. وذكّر طلبة بأن هذا المطلب الذي مر عليه 40 عاماً ما زال غير قابل للتطبيق، وسأل: لماذا نعتقد أنهم سينقلون التكنولوجيا لنا بدون مقابل؟
وزير البيئة محمد رحال الذي مثل رئيس الجمهورية في المؤتمر، ذكّر بالتعويض الذي يطالب لبنان بإلزام إسرائيل بدفعه مقابل قصفها معمل الجية الحراري عام 2006. وخلت كلمته من أي تعهد أو مطلب للبنان من قمة كوبنهاغن. أما وزير البيئة الإماراتي راشد بن فهد، فقدم جردة بالإنجازات البيئية لبلاده، وبينها العمل على إنشاء أول مدينة في العالم خالية من انبعاثات الكربون.