راجانا حميةمرة جديدة، يجتمع المدرسون المتعاقدون في مرحلة التعليم الأساسي، الراسبون في المباراة المحصورة التي أجراها مجلس الخدمة المدنية، أمام السرايا الحكومية. ومرة جديدة أيضاً يفشل المعتصمون في الاستحصال على موعد مع رئيس الحكومة سعد الحريري لمطالبته بإيجاد حل سلمي ينقذ سنوات التعب. بعد ثلاث ساعات من الاعتصام أمام السرايا وموجات التلاسن مع القوى الأمنية، يخرج «المبعوث» الأستاذ مايز حبلص من السرايا وفي جعبته «خبر من مكتب الرئيس». يقول هذا الخبر إن «الرئيس يبدي تفهّمه لمعاناة الأساتذة، وقد وعد المكتب بأنه خلال يومين سيحدّد موعداً مع الرئيس الحريري»، يقول حبلص.
إلى حين الموعد المرتقب، سيكمل الأساتذة ما بدأوه: اعتصامات في المناطق، حيث من المفترض أن ينفّذ أساتذة الجنوب اعتصاماً اليوم في صور، وبعد غد اعتصام أساتذة الشمال في العبدة.
سيكمل الأساتذة ما بدأوه أمس أمام السرايا. هناك، حيث كان المطلب الوحيد ينحصر في إيجاد حلّ عادل للراسبين في المباراة المحصورة، قد يكون إجراء دورات تأهيلية ودخول الملاك من خلالها. لم يعد هؤلاء يرغبون في «دورة ثانية» لمباراة مجلس الخدمة. هم الآن يريدون تثبيتهم. لكن، كيف؟ هنا يبرز الخلل في كيفية تحقيق هذا المطلب، إذ ظهر اختلاف واضح بين «الراسبين» على الكيفية. فمن هنا ترتفع أصوات تطالب بالتثبيت بعد الخضوع لدورات تدريبية وإجراء امتحان في مواد هذه الدورات، ومن هناك أصوات أخرى تطالب بالتثبيت حسب سنوات الخبرة. وكل هذا يضعنا أمام تساؤل وحيد: لم هذا التشتّت؟ وما هو مصير اللجنة العليا للمتعاقدين في التعليم الأساسي؟ وهل يصحّ القول بأن ما يجمعهم الآن هو المصيبة فقط؟ في هذا الإطار، يلفت عضو اللجنة «السابقة»، فادي عبيد، إلى أن تحركات اليوم «لم تنتظر تأليف وحدة تنسيق، فهي عفوية». ويلفت إلى أن «هناك ممثّلين عن لجان المتعاقدين في جميع المناطق متفقين على مطلب موحد، ولا وقت لتأسيس لجنة، فنحن الآن نعمل مرحلياً». وقد تكون مشكلة «انحلال» اللجنة السابقة هي «إصرار رئيس اللجنة ركان فقيه على إجراء المباراة بحسب القانون 442 المعمول لتلبية حاجات ما قبل عام 2002، التي لم تكن تتعدى 4782 أستاذاً».